… تلقّى سليمان عرضا آخر للإتيان بالعرش:
وهو مقدم من شخص , وصفه الله بأهم صفة تخصّ الموضوع:
( قال الذي عنده علم الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) , وأرى عدم جدوى الدخول في بحث من هو ومن أي جنس هو , حيث أن الذي عنده علم من الكتاب أياً كان اسمه , تكون هذه قدرته وصفته التى بها يؤدى العمل المطلوب.
ونحن في أحاديثنا , نذكر صفة الشخص , التي تهم المقام الذي نتحدث فيه , فمثلا أنت لك صفات متعددة , حين تأتى إلى مكان , يقول ابنك جاء أبى , وتقول الزوجة جاء زوجي , ويقول المرءوسون جاء المدير , ويقول الجيران جاء جارنا العزيز , ويقول من يحتاج إلى طولك-إن كنت طويلا- جاء الطويل وهكذا ..
وهذا الشخص له أيضا صفات متعددة , فهو طويل أو قصير , أسود أو أبيض , وله اسم , ولكن الذى يهم فى هذا المقام هو أن عنده علم من الكتاب,
.. ولله المثل الأعلى – فهو يصف الشخص بأنه ( الذي عنده علم من الكتاب ) فعلينا أن نهتم بأن هذه القدرة التى بها آتى سليمانَ بالعرش , يتم الحصول عليها بعلم من الكتاب أيا كان من يحصل عليه … وكلها بأمر الله ومشيئته , ولا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء . إلا أن أمره سبحانه له أسبابه , ويعلمنا ذلك فى طول القرآن وعرضه , فهو القادر سبحانه على أن يهزم الكافرين في بدر بغير أسباب ,ولكن الله يستجيب للمؤمنين بأن يمدهم بألف من الملائكة مردفين, ويأمر الملائكة بتثبيت الذين آمنوا, ويلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب , ويأمر الملائكة أن تضرب فوق الأعناق, لتحقيق النصر…
أما إن شاء أن يوقف السفن فى البحار , فإنه يُسكِن قوتها المحركة ” وآية لهم الجوار فى البحر كالأعلام . إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره” ( الشورى 32-33) أى يسبب سبحانه وتعالى الأسباب لكى تنفذ مشيئته بسننه فى خلقه, ولن تجد لسنة الله تبديلا و ولن تجد لسنة الله تحويلا.
إذن لا مناقشة في قدرات الله فهي مطلقة , ولكن المناقشة في الأسباب التي جعلها الله لتحقيق الغايات , والأساليب التى بها يحقق الله مشيئته , وبالتالي في دورنا في اتخاذ هذه الأسباب ,والاجتهاد في الأساليب التى نصل بها إلى غاياتنا , وضمن هذه الأسباب التضرع إلى الله , والدعاء الذى يردّ الله به القضاء .
( ولايحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء )(البقرة 255) وكل ما لدى الإنسان من علم , وكل ما نتعلمه كل يوم , هو علم من الكتاب , وهو علم بما شاء الله سبحانه.
إذن فالآية تقول : إن هناك كتابا يعلمه الله , به علم , يمكن أن يعرفه بعض عباد الله , فيستطيعون به نقل أجسام مادية بسرعات هائلة وفى أقل من لمح البصر, وأن أحد هؤلاء الذين عندهم علم من الكتاب كان ضمن ملأ سليمان عليه السلام , ولا يوجد ما يمنع احتمال التوصل إلى هذا العلم بما شاء الله , اللهم اجعلنا منهم يارب.
وهذه القدرة لصاحب العرض الثانى , بسبب ما عنده من علم من الكتاب , لا بسبب قوته الجسمانية , كما كان حال العفريت .
والعلم من الكتاب لا يضطرك للذهاب والإياب , ولكن يمكن تنفيذ المهمة بالعلم , كما أنك تشترى وتبيع من خلال جهاز الحاسب الآلي والكروت الإلكترونية وأجهزة متابعة نشاط البورصات , وأنت – بما عندك من علم الآن – تأتى بالأنباء عبر شبكات الإنترنت , وتتحكم في الأجهزة والماكينات عن بعد دون أن تتكلف عناء الذهاب إليها.
إذن ينبغي ألا نغلق مناقشة أسباب الموضوع على أنه بسبب قدرات الله وعلمه الذي اختص به شخصا واحدا في التاريخ فكل شئ يجرى بقدرة الله وعلمه . فلماذا إذن يذكرالله لنا هذه التفاصيل ؟ وما فائدة هذه الآيات إن لم نحاول تدبرها كما أمرنا الله , والاعتبار و إخراج ما بها من علم ؟ ( عبرة لأولى الألباب ) .
كيف تحصل على علم من الكتاب ؟
وكيف يصل الإنسان إلى هذا العلم ؟
ولماذا يشاء الله لإنسان أن يحصل على علم من الكتاب , أو أن يحيط بشئ من علمه ؟ إن هذا يحدث كل يوم أمام أعيننا :
فكل تلميذ يذهب إلى مدرسته , وينتبه إلى دروسه ويستذكرها , يحصل على علم من علم الله , وكل باحث وطالب علم يحيطه الله بشىء من علمه
ولانتوقع أن يهب الله شيئا من علمه لإنسان بليد كسول لايطلب العلم ولايسعى إلى بحث , تماما كما يحدث في الهداية ( من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه , ومن ضل فإنما يضل عليها )(الإسراء 15) ( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )(محمد 17)
وتماما كما يدخل الإنسان الجنة برحمة الله , التى يكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآيات الله يؤمنون : فلابد للإنسان من عمل يوصله إلى نتيجة ( فأما من أعطى واتقى . وصدق بالحسنى , فسنيسره لليسرى , وأما من بخل واستغنى . وكذب بالحسنى . فسنيسره للعسرى , وما يغنى عنه ماله إذا تردّى ) (الليل 5-11).
وتماما كما يحدث في الرزق ,فالله سبحانه هو الرزّاق ذو القوة المتين, ولكنه يطلب من مريم عليها السلام , أن تهزّ إليها بجذع النخلة تساقط عليها رطبا جنيا ,وليس هناك أضعف من مريم بعد الولادة ولا أعسر من تساقط رطب جنى من نخلة تهز مريم إليها بجذعها, ولا أكرم ممن اصطفاها الله وطهرها واصطفاها على نساء العالمين .
وتماما كما يحدث في العلاج , فليس هناك من مريض أقرب إلى الله من نبيه أيوب عليه السلام , وقد طال به المرض , ومسّه الضر , ومسّه الشيطان بنصب وعذاب , فلكى يأذن الله بشفائه , يستجيب لدعائه على شكل برنامج عمل يؤديه أيوب عليه السلام حتى يكشف الله مابه من ضر .و يأمره فيقول “اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب”(ص 42). وتكون بذلك استجابة الدعاء فى أن يدل الله الإنسان على ما يستطيع عمله بنفسه لكى يحقق ما يدعو به وما يريد من الله أن يحققه له.
إذن كلها أسباب يأخذ بها الانسان , فيصل إلى النتائج باذن الله وكما قال القائل : العلم بالتعلم .
إن كل واحد منا توصل إلى مستوى من العلم , ربما أوصله الله إلى علم من الكتاب , الذى يحوى كل العلم , ولكن هذا العلم الذى به ينقل عرش لمسافة أكثر من ألفى كيلو متر في أقل من طرفة عين – هذا العلم لم نصل إليه بعد , و إنما يمكن أن نصل إليه بالاهتمام بهذه الإشارة العلمية , وبالبحث والتطوير , حتى نكون أهلا لأن يحيطنا الله بشئ من علمه .
لاينبغى أن ننتظر في كسل وبلادة , ونعتقد أن الله يحيطنا بشئ من علمه دون سعى أومحاولة منا , فالذى نراه كل يوم أن هؤلاء الذين يجدّون في البحث , ويبذلون الجهد , ويخططون للعلم والتطوير , مهما كانت عقيدتهم , يكشف الله لهم شيئا من علمه , ويقول الله تبارك وتعالى: ” قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيّام الله ليجزى قوما بما كانوا يكسبون . من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون ” (الجاثية 14-15).
أما أولئك الذين يغطون في سبات عميق , مهما صلوا وصاموا , لايحصلون إلاّ على ثمار العلم التى توصل اليها الباحثون , فيشترونها بالثمن والشروط التى تفرض عليهم , إن هم استطاعوها.
نرى هذا في أجهزة الحاسب الآلى , وبرامجه وكل الاختراعات والاكتشافات في كل مجالات الحياة .
إن العلم , والذين أوتوا العلم , والراسخين في العلم , وأولى العلم , ومن علمهم الله من لدنه علما , والذين عندهم علم من الكتاب , كل أولئك شأنهم عظيم في الدنيا , وفى الآخرة , فهم الذين يكشف الله بهم شيئا من علمه , ويبلغ بهم علمه إلى خلقه – وهذا مجال بحث في كتاب الله لمعرفة دورهم فى الحياة , وفى تاريخ البشرية.
قيل إن سليمان عليه السلام خيّر بين العلم والمال والملك , فاختار العلم فأعُطى المال والملك معه .
يمكنك أن تسعى للوصول إلى شىء من علم الله , باجتهادك فى تحصيل هذا العلم , وبالبحث العلمى , وبالاستعانة مع ذلك وقبل ذلك وبعد ذلك بالله , الذى وضع قاعدة وميزانا , وإشارة للمؤمنين لكى يساعدهم فى طريق العلم فقال:
“واتقوا الله .. ويعلمكم الله , والله بكل شىء عليم”
كان العرض الآخر من الذى عنده علم من الكتاب , مستوفيا طلب سليمان بالنسبة للإتيان بالعرش , وبالنسبة للفترة الزمنية , ولكنه يتميز بالسرعة الفائقة أوغير المسبوقة فى نقل المواد والأجسام (قبل أن يرتد إليك طرفك)
والطرف هو تحريك الجفون فى النظر , وهذا هو الأصل , ثم يسمّون العين طرفا مجازا.(معجم مقاييس اللغة لابن فارس).
وفى كتاب الله ( لايرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء).
الفترة الزمنية التي جاءت في هذا العرض , هي جزء من الدورة الحركية لطرف سليمان.
إن العين المفتوحة يغلقها الجفن ثم يفتحها , فحين يغلقها يذهب الطرف , ثم يرتد إلى أن يفتحها بالكامل .
ودورة ذهاب الطرف وارتداده تتم فى زمن مقداره 2/10 إلى 3/10 من الثانية , طبقا لقول بعض المتخصصين ,وتتكرر ما بين 12 إلى 16 مرة فى الدقيقة الواحدة .
أى تتكرر كل حوالى 5 ثوان أو أقل من ذلك.
والفترة الزمنية التي تعهد بها الذي عنده علم من الكتاب , هي أقل من دورة كاملة , حيث قال ” أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك “.
فما هي سرعة نقل عرش ملكة سبأ لمسافة حوالي 2100 كيلو مترا في زمن مقداره 2/10 أو 3/10من الثانية ؟ علما بأن الوسيلة هى علم من الكتاب , لا تضطر الشخص إلى الذهاب والإياب ولكنها حركة في اتجاه واحد.
إذن السرعة أكبر من 2100 كيلومترا ÷ 2/10 من الثانية أو3/10 من الثانية.
أى أكبر من 10500 كيلومتر / الثانية , أو أكبر من 7000 كيلو متر /الثانية.
وهى سرعة تزيد عن 3% من سرعة الضوء ( 300000 كيلومتر / الثانية )
إذن هذه إشارة إلى وسيلة جديدة – يجب أن تكون محل بحث – لنقل الأجسام بسرعة قريبة من سرعة الضوء ,أو فى مجال سرعة الضوء.
فهل يقبل هذا الافتراض علميا اليوم ؟
إن سرعة الضوء موجودة داخل المواد كلها , فسرعة دوران الإلكترونات حول نواة أى ذرّة هى قريبة جدا من سرعة الضوء ولكنها في اتجاه دورانى.
فهل يمكن تحويل اتجاه السرعة من الدوران إلى الاستقامة ؟
إن أبطال الانتفاضة الفلسطينية ضد دولة إسرائيل يفعلون ذلك بما يسمى ( المقلاع ) وهو بأن يربطوا قطع الحجارة في حبل , ثم يديرونها في حركة دورانية متزايدة السرعة , وعند حدها الأقصى يتركون طرف الحبل , فتتجه الحجارة بنفس سرعة الدوران , ولكن في الاتجاه المستقيم , فتصل إلى مسافات بعيدة وبقوة وطاقة حركة كبيرة لتصيب العدو . ليتهم تركوهم دون مفاوضات وعمليات سلام !!
وقد اشتهر المقلاع فى زمان داوود عليه السلام , وكان داوود نفسه متمرسا على استعمال المقلاع, و قتل جالوت بهذا الأسلوب , طبقا لما ورد فى بعض تفاسير سورة البقرة .
.. وإن استطاع العلم أن يستقطب حركة مكونات الذرّة في اتجاه معين , فستتحرك الذرات بنفس سرعة دوران الإلكترونات ولكن في الاتجاه المستقيم وتصل إلى المكان المستهدف . وعند الوصول , يتم إنزالها وتحويلها إلى الدوران حول النواة مرة أخرى فتتكون بنفس خصائصها مرة أخرى . وهذا قد يستغرق وقتا آخر , بحيث أن وصول العرش واستقراره عند سليمان , يستغرق أقل من 2/10 من الثانية.
إذن فعملية النقل نفسها ينبغى أن تكون بسرعة أكبر من 10000 كيلو متر فى الثانية , حتى تتاح فرصة أخرى من الزمن لاستقرار العرش مرة أخرى عند سليمان عليه السلام بحالته التى كان عليها قبل النقل.
ولو افترضنا أن العرش قد تم نقله بسرعة الضوء , فإن قطع المسافة من سبأ إلى القدس سيستغرق 7/1000 من الثانية , ثم تستغرق عملية الإنزال والاستقرار عند سليمان باقى الفترة من أقل من 2/10 أى أقل من 193/1000 من الثانية , أى أقل من 193مليون مليون فامتوثانية.
إن هذه الوسيلة هى الأكثر إقناعا لى حتى الآن, لإمكانية نقل عرش ملكة سبأ بهذه السرعة , وهى مجال بحث خصب , قد يغير تماما من الطريقة التى نفكر بها الآن فى وسائل وأساليب النقل , ويفعل بالأجسام والمواد ماتفعله أجهزة الاتصال الحديثة بالكلام المسموع والمكتوب , وكذلك بالصور والبيانات وغير ذلك مما نسمعه كل يوم في هذا المجال , ولكنه في هذه الحالة سينقل المواد والمنتجات , بسرعة الموجات الكهرو مغناطيسية أو بسرعة الإلكترونات.
لم ينتظر الذى عنده علم من الكتاب حتى يأخذ الإذن من سليمان , فهو قد وصل إلى قمة الخدمة التى لازيادة عليها طبقا لما لديه من علم من الكتاب , والزمن الذى يتحدث عنه جزء صغير جدا من الثانية , لهذا فقد تصرف و أتى بالعرش فعلا إلى سليمان :
(.. فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر , ومن شكر فإنما يشكر لنفسه , ومن كفر فإن ربى غنى كريم ) .
لم يكتف الله بأن ذكر أن العرش قد أُتِىَ به عند سليمان ولكنه قال :
( فلما رآه …. مستقرا …. عنده )
أى أن العرش (عين العرش) قد تم نقله , فرآه سليمان عنده ولم يره صورة أو حلما أو خيالا.
والعرش أصبح مستقرا , إذن لقد كان غير مستقر , ثم استقر .
والقر هو التمكن , يقال قرّ واستقرَّ , أى سكن في مكان بعد حالة من الحركة .
وهكذا وصل العرش إلى سليمان قبل أن يرتد إليه طرفه, واستقر عنده.
الحمد والاعتراف بالفضل لا يكفيان:
إن سليمان عليه السلام يعترف بفضل الله من أول لحظة , ويعرف حق هذا الفضل , ويحمد الله عليه.
فعندما آتى الله داوود وسليمان علما , شعرا بفضل الله ( وقالا الحمد لله الذى فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ) .
وأول ما ذكره سليمان فور ميراثه لداوود أبيه ( وقال يأيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ إن هذا لهو الفضل المبين )
أما حين أتى على وادى النمل وسمع قول النملة , قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك , أى بدأ بالحمد , ثم بذكر الفضل , ثم انتهى إلى الشكر.
وها هو يذكر الفضل لله فور استقرار عرش ملكة سبأ عنده (قال هذا من فضل ربى).
إن ذكر الفضل لصاحب الفضل صفة هامة جدا في الانسان تمنعه من الكبر والغرور وهما اللذان يدمران الإنسان ويضعان على الأبصار غشاوة , وهما أول ما عُصِىَ الله به في الكون , حيث قال إبليس عليه لعنة الله (أنا خير منه ) وقال معترضا على أمر الله له بالسجود (أأسجد لمن خلقت طينا).
ثم إن الاعتراف بالفضل يعنى عدم الكفر , حيث الكفر حجب وستر .
ويصل إلى القمة , حين يصل بك إلى الشكر والشكر زيادة بإذن الله ,, الذى به يزيد الله في الفضل وإلا فالكفر المجلب للعذاب الشديد ( واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابى لشديد ) (إبراهيم 7) .
أدرك سليمان من رؤيته للعرش مستقرا عنده , أن هذا من فضل ربه ليبلوه أيشكر ويذكر الفضل لصاحبه , ويستعمله في طاعته ونصرة دينه؟ أم يكفر ويحجب الفضل ويظن أن هذا من امكانياته الذاتية وقوته الخاصة ؟
( ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ) لأنه سيأخذ المزيد من الفضل , ويمتنع عنه الكبر ,
( ومن كفر فإن ربى غنى كريم ) فهو سبحانه لايحتاج إلى الشكر وهو الغنى , ولاينقص من ملكه الكفر , فهو الكريم .
مهم جدا أمام تحقيق أى هدف أو انتصار , وأمام كل نجاح أو كسب أو علم , أن تذكر أنه من فضل ربك ..
ولهذا فحين يتحقق لك نصر أو كسب , فإن كلمتك “هذا من فضل ربى” هى كلمة واقعية, موضوعية , عاقلة , قبل أن تكون كلمة مؤمنة .
بل إن من لا يقولها أو يشعر بها , فإنه يكون قاصر النظر, جاهلا , قبل أن يكون غير مؤمن.
فكل هذه الانتصارات والمكاسب , لايكتفى الإنسان بتحققها مرة واحدة , ولكنه دائما يحتاج إلى المزيد , المزيد من الانتصار والنجاح والكسب والعلم , ولاسبيل إلى المزيد الذى لانهاية له إلا بالشكر وذكرك فضل الله عليك .