جاء ذكر النجم بترتيب النزول حتى الآن في سورة التكوير(النجوم انكدرت) وفي النجم (والنجم إذا هوى) وفي المرسلات (وإذا النجوم طمست) وهنا في الطارق (النجم الثاقب).
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ(1)وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ(2)النَّجْمُ الثَّاقِبُ(3)إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنظُرْ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ(5)خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ(6)يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ(7)إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ(8)يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ(9)فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ(10)وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ(11)وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ(12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ(13)وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ(14)إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا(15)وَأَكِيدُ كَيْدًا(16)فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا(17)
مرحلة من مراحل تفصيل خلق الإنسان.
في العلق: خلق الإنسان من علق
في عبس:من أي شيء خلقه. من نطفة خلقه فقدره. ثم السبيل يسره. ثم أماته فأقبره, ثم إذا شاء أنشره.
في القيامة: ألم يك نطفة من مني يمنى. ثم كان علقة فخلق فسوى. فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى.
في المرسلات: ألم نخلقكم من ماء مهين. فجعلناه في قرار مكين. إلى قدر معلوم. فقدرنا فنعم القادرون.
في الطارق: فلينظر الإنسان مم خلق. خلق من ماء دافق. يخرج من بين الصلب والترائب
العلق ما يتعلق بالرحم, قبلها يكون نطفة, قبلها يكون ماء مهينا, يجعلها الله في قرار مكين. قبلها يكون ماء دافقا, يخرج من بين الصلب والترائب.
إنه على رجعه لقادر. بعد أن استنكر وتعجب الكافرون من قدرة الله على إرجاع من ماتوا وكانوا ترابا. فأثبت الله لهم قدراته على الرجع, وذلك في سورة ق. فهنا يبني الله على هذه الإثباتات, ويقول إنه على رجعه لقادر , يوم تبلى السرائر. ثم يقول والسماء ذات الرجع.
الرجع يتكرر متقاربا في ترتيب النزول. ولهذا فإنني أتصور أن معنى الرجع في كل هذه الآيات, مرتبط ببعضه, فتكون السماء ذات الرجع ذات علاقة برجع الله للإنسان بعد موته, ويكون هذا ردا على من يقول: أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد, ويكون بذلك الرجع هو البعث بعد الموت والتحول إلى التراب. وربما بالألفاظ الحديثة في الصناعة يوجد ما يسمى بإعادة التدوير, أو Recycling وهو الرجع, (وإنما الرجع هنا إعادة الشيء إلى حالته التي كان عليها, وليس تحويله إلى شيء آخر يستفاد منه).