يتجه القرآن الآن في سورة ق , إلى الضالّين , المتشككين في البعث , فيأتي إليهم بإثباتات من واقع حياتهم , يقنع بها عقولهم . عند بدء الدعوة في مجتمع جديد , يكون الضالوّن مجموعة كبيرة جدا من الناس. .. فعدد قليل من الناس أولئك الذين يؤمنون فور سماعهم لدعوة الحق. … وعدد قليل من المجرمين يحارب ويكذّب. …. أما بقية الناس , فهم من الضالين , ويجب التركيز عليهم لضمّهم إلى المؤمنين, وعدم تركهم فريسة لتضليل المكذّبين المجرمين المحاربين.
هذه المجموعة من الضالين, لم تقتنع بعد بالبعث والحساب , وهم في حالة من التشكك والريبة , إلا أنهم لم يقفوا محاربين مقاتلين لدعوة الحق كما فعل المجرمون.
وربما يكون بعض من هذه المجموعة يقف هذا الموقف بسبب الجهل , فهم في حاجة إلى مزيد من الإيضاح , والحجج والمنطق, فيعطيهم الله هذه الفرصة . وهؤلاء قال فيهم رسول الله عندما عاندوه: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.
كما أن بعضا من المجموعة قد لا يأخذ الموضوع مأخذ الجد , فيحتاج الأمر إلى تخويف وترهيب ، أو يحتاج إلى حضّ أو ترغيب.
والداعية إلى الله بإذنه , لابد أن يرتب أمره لمواجهة هذه المجموعة . يساعده في ذلك كتاب الله , ويتدرج بالمنطق مع العقول حتى يزيل أية آثار للريبة أو الجهل أو الشك أو الظنون , كما يرغّب ويرهّب.
وحيث أن الإيمان بالبعث , هو الأساس الذي يبنيه القرآن في قلوب الناس فيبني به منطق الطاعة لله ولرسوله صلّي الله عليه وسلم, ومن ثَمّ التكليف بالعمل, فقد عرض القرآن موضوع البعث وأحداث قيام الساعة في بداية البعثة والرسالة بكثافة, وبتدرّج, وربط بينها وبين العمل المطلوب من الإنسان :
o فقال في العلق: إن إلى ربك الرجعى , تنبيه على الرجوع إلى الله.
o وفي القلم : ولعذاب الآخرة أكبر,وقال: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ , وفيه تحذير من هذا اليوم, وحث على السجود الآن وهم سالمون.
o وفي المزمل : إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا(12)وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا(13)يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتْ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا(14) .. وكلها مؤثرات على راحة الإنسان ونعيمه.
o وقال أيضا: فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا(17)السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا(18)
o وفي المدثر: فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ(8)فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ(9)عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ(10)
وهكذا حتى سورة المرسلات .
وهنا في سورة ق : يضيف الله إثبات البعث ورد الأنفس إلى الأجساد بعد أن تصبح ترابا.
إن الكافرين بالبعث يعجبون : أإذا متنا وكنا ترابا؟ إنها لمسألة بعيدة عن التصوّر أن يرجع من مات وكان ترابا.
● ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ(1)بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ(2)أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ(3)
ومن تعجّب من مسألة البعث , وتشكك فيها , فالله يسوق له الحجج العقلية , التي لا تبنى على سابق إيمان, وإنما على المنطق الاستنباطي , والقياس على أحداث تمر على الناس كل يوم:
● قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ(4)
إن الله عنده كتاب حفيظ , يحفظ فيه تفاصيل ما تنقص الأرض منهم. ويحصي كل ما تفقده الأجساد , وكل من ينقص من الناس بالموت . فالحفظ والإحصاء و الترتيب لكل ما تنقص الأرض منهم يجعل مسألة إعادة بناء الأجساد مسألة يسيرة وسهلة , إن هذا يحدث الآن في تطبيقات الحاسب الآلي, بإعطاء رموز للبرامج أو المستندات وتقسيمها إلى ملايين التقسيمات , كل منها له رمزه , ثم تجميعها عند الحاجة فتعود مرة أخرى كما كانت .
… ولله المثل الأعلى حين يقول : وعندنا كتاب حفيظ .
● .. بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ(5)
… إن أمر الكافرين مضطرب بين ما جاءهم من الحق , وبين تكذيبهم به. وإن قدرات الله في خلق السموات وزينتها ودقتها, ومد الأرض وإلقاء الجبال فيها رواسي , وما أنبته الله فيها من كل زوج بهيج , كل ذلك تبصرة وذكرى لكل عبد منيب. فيتوجه الله لهم بالمنطق والحجّة:
● أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ(6) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ(7)تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ(8)
ثم يربط الله بين السماء والأرض في منظومة واحدة , فمن السماء نزّل الله الماء المبارك , على الأرض , فأنبت به جنات وحب الحصيد , والنخل , رزقا للعباد .
● وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ(9)وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ(10)رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ(11)
وفي كل ذلك مظهر من مظاهر البعث والخروج يوم قيام الساعة . نراه كل لحظة وحين , بأعيننا في أنفسنا وفي الدنيا من حولنا , نرى أمثلة للخروج والبعث بعد الموت. كذلك الخروج.
إن الكافرين المتشككين , ليسوا أول من فعل هذا , ولكن سبقهم من كذب الرسل , فحق وعيد:
● كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ(12)وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ(13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ(14)
والله هو الذي خلق الخلق الأول من العدم , ولم يَعْيَ به , ويكون إعادة الخلق أهون عليه وأيسر:
● أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ(15)
وبعد هذه الإثباتات للبعث, يثبت الله الحساب, فهو هنا يعلن الله أن لديه نظاما لمراقبة الإنسان , والعلم بما توسوس به نفسه :
● وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ(16)
كما أن لديه ملكين يتلقيان كل مايصدر عن الإنسان فيسجلانه ويرصدانه:
● إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ(17)
حتى ما يلفظ من قول , فإن الله يوكل به من يراقبه عن قرب والتصاق , فيسجله عليه ، ويشهد
● مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18)
وذلك إلى لحظات الموت , التي كان يتجنبها الإنسان , وهي حق عليه , بل هي الشيء الوحيد الذي يوقن به كل إنسان مؤمنا كان أو كافرا , ولكنه رغم ذلك يحيد منه, وأنّي له أن يحيد:
● وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ(19)
ثم يتلو ذلك النفخ في الصور:
● .. وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ(20)
حيث جاءت كل نفس معها من يسوقها ويشهد عليها:
● وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ(21)
… حينئذ يكشف الله عن الإنسان الحجب فيبصر ما كان في غفلة منه في الدنيا ويقول له : ..
● لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ(22)
إن هذا القول يقال للكافر المكذّب بآيات الله , أما المؤمن , فهو يرى ما أنزل الله هو الحق , وحين يقرأ هذه الآيات فإنه يوقن بأن هذا حادث لا محالة , وكأنه يراه , فهو ليس في غفلة من أمر قيام الساعة والبعث والحساب , بإيمانه بما أنزل الله.
.. هنا يبدأ التراشق بالتُّهم بين قرناء السوء : ..
● وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ(23)أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ(24)مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ(25)الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ(26)قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ(27)
فيفصل الله القول :…
● قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ(28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ(29)
ولن ينفع الظالمين إذ ظلموا أنهم في العذاب مشتركون , فالنار متسعة لكل من يكفر ويكذّب بآيات الله :….
إن الله هنا يفضح العلاقة بين الضالين وبين المضلين. إنهم في الدنيا قرناء. فإذا وقفوا بين يدي الله فإن كلا من الفريقين يحاول التنصل من الفريق الآخر, ويتهمه بأنه هو المسئول عن سوء هذا الموقف. فحين يبين الله في كتابه مسبقا ما سيحدث يوم قيام الساعة, فإنه يفرق بين هذا التجمع الفاسد الضال المضل الذي يتحالف طرفاه على الباطل وعلى محاربة الحق, وعلى الضلال البعيد, وعلى منع الخير والاعتداء والكفر. فحين يقرأه الضال والمضل في الدنيا في كتاب الله, فعساهما أن يتركا هذا التحالف ويلجآ إلى أصحاب الميمنة وإلى حزب الله المفلحين, ويخاصم كل منهما الآخر لو بقي على ضلاله, فهو سيخاصمه يوم قيام الساعة, ولن ينفعه ولن يخفف عنه شيئا من العذاب ولن يحمل من أوزاره.
● يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ(30)
… وعلى الجانب الآخر , فإن من آمن بالله واتقاه في الدنيا , فإنه لن يفاجأ بشيء من العذاب في الآخرة , ولكنه سيجد ما وعده ربه حقا:
● وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ(31)هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ(32)مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَانَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ(33)ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ(34)
إنهم لا يجدون ما يوعدون فقط , بل لهم مايشاءون فيها , وفوق ما يشاءون مما لا يعلمون حتى يطلبوه : …
● لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ(35)
ثم يذكّر الله المكذبين من قبل أن يأتيهم الهلاك ومن بعده العذاب , يذكّرهم بمصائر من أهلك قبلهم :…
● وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ(3)
يستفيد بالذكرى من يعقل ويحس ويسمع ويشهد , فيتجنب العواقب الوخيمة التي حدثت لغيره ممن لم يتذكر:…
● إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ(37)
ثم يستكمل الله سرد آياته الدالة على قدرته في الخلق والبعث بعد الموت , استكمالا للرد على من تعجّب في أول السورة فقال : أإذا متنا وكنا ترابا , ذلك رجع بعيد , فيقول سبحانه : ..
● وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ(38)
ومن كثرة ما يقول المكذبون الكافرون تشكيكا في البعث والحساب , يثبت الله المؤمنين بالصبر والتسبيح والصلاة فيقول :..
● فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ(39)وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ(40)
ويُسمعنا ويرينا الله ما سيحدث يوم البعث فيقول :…
● وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ(41)يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ(42) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ(43)يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ(44)
ويحدد مسئولية الداعية في التذكير بالقرآن لمن يخاف وعيد الله , دون قهر على العقيدة:..
● نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ(45)
والخلاصة: أن سورة ق موجهة للضالين المكذبين بالحق تعجبا من إمكانية حدوثه. وعلى الداعية في هذه المرحلة , حين يقابل من يتعجب من إمكان البعث والحساب وقدرة الله على ذلك, أن يبين لهم بالأدلة العقلية والبراهين المنطقية, والمشاهد مظاهر البعث , والخروج يوم قيام الساعة. ثم يجسّد للضالين الموقف الذي سيكون بينهم وبين المجرمين الذين كفروا وهم يدعونهم إلى اتباعهم. وهو موقف المتنصّلين المتبرئين, المتبادلين للاتهامات, حيث لاينفع التنصل والحجج البالية, فكل إنسان مسئول عن نفسه. فالله في هذه السورة يفرّق بين الضالين وبين المجرمين لينقذ الضالين ويبعد أثر المجرمين عنهم. كما يحمي الذين آمنوا من تأثيرهم بأن يلتصقوا أكثر بمنهج الله والقرب منه بالصلاة والتسبيح في كل وقت وحين, مع التذكير بالقرآن لمن يخاف وعيد الله. وهو الاهتمام بمن يرجى إيمانه وهدايته.