أساس تصميم شجرة الإدارة ، هو عدم ازدواج إدارة الأفراد من قبل أكثر من مسئول ، فيتشتت العامل أو الموظف بين آراء متعددة و أوامر متضاربة ، حيث يقول القرآن:
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29)[1]).
والإجابة أنهما طبعا لايستويان مثلا ، فرجل سلم لرجل ، يأخذ تعليماته من جهة واحدة ، أما الرجل الذى فيه شركاء متشاكسون ، فهو لايمكنه الاستقامة على أمر ، فمجرد تعدد الشركاء يحيّره ، فمابالك لو كانوا متشاكسين ، يقول هذا شمال ، ويقول آخر بل يمين ، ويقول ثالث قف
والمثل يقرب فكرة التوحيد ، فلئن يتلقى الإنسان أوامره ونواهيه من إله واحد ، خير له من أن يتلقى من آلهة متعددة (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا[2]) ـ أى فى السموات والأرض ـ
وكذلك فى الإدارة ـ ولله المثل الأعلى ـ لاتجعل فردا واحدا يتلقى أوامره من أكثر من رئيس أو مسئول.
ويقوم التوحيد على التسليم التام لله الواحد الأحد (وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2)[3]
ولو كان القسم الواحد, أو الإدارة الواحدة, لها أكثر من رئيس أو مسئول, دون تحديد قطعي لاختصاص كل منهم, فإنك لابد أن تنتظر فساد النظام كله, تماما كما لو ادعى أحد بأن إلها آخر مع الله في الكون, وسبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91))[4]
[1] الزمر
[2] الأنبياء
[3] الإسراء
[4] المؤمنون