كنوز النبي سليمان عليه السلام

0 تعليق 364 مشاهدة

لسليمان عليه السلام – وضع خاص بين أنبياء الله , وبين ملوك التاريخ.. كان أبوه داوود عليه السلام- جنديا فى جيش الملك طالوت, وهو فى سن صغيرة , وحازالمُلك عن جدارة بعد أن قتل جالوت الملك الذى لم يهزم من قبل , ونتج عن ذلك أن انتصر جيش طالوت , حيث كافأ داوود بأن أعطاه شطر ملكه , وزوَّجه ابنته ..ثم جعله الله نبيا.
.. وهكذا آتاه الله الملك والحكمة ,وعلَّمه مما يشاء .
… ثم ورث سليمان داوود , ورثه فى الملك , فكان ملكا.. نبيا .. حكيما .
امتد ملكه ليشمل أرض فلسطين و سوريا ولبنان والأردن والعراق إلى ضفة الفرات
إن سليمان عليه السلام كان عجيبا فى كل أمره , استحوذت قصته على خيال الأدباء والقصاصين .
.. لمن كانت دعوته؟
.. هل كان يدعو قومه كسائر الأنبياء؟
.. و لو اتبعه قومه – وهو ملكهم – أيعتبر ذلك إكراها ؟ ولا إكراه فى الدين.
.. أم هل يعتبر قبولهم للدعوة نفاقا ؟ على اعتبار أن الناس على دين ملوكهم , وأنه عليه السلام- ملك شديد قوىّ … فلا نتصور أن قومه كانوا سيكذبونه , على الأقل لن يظهروا ذلك له.
… وما هو أسلوب دعوته ؟
وماهى كنوزه؟
إن أغلب الناس يتوقعون أن يجدوا كنوز الملك سليمان من الماس واللآلىء والذهب والفضة والياقوت والمرجان وماشابه ذلك.
… ولكن بعد أن تقرأ هذا الكتاب , ستكتشف أن لسليمان كنوزا أنفس وأغلى بكثير من كل الجواهر والذهب والفضة .. وأن أهم ما يميزها أنها ملك للناس أجمعين , ينعم بها الجميع على السواء , أيا كان مكتشفها ومخرجها للناس.
ومن نعمة الله التى لا تحصى أن أودع هذه الكنوز حيث لا يمكن ضياعها أو سرقتها , فالخزانة التى حازتها تعهّد الله بحفظها فقال “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” (الحجر 9).
نعم لقد حفظ الله كنوز الملك سليمان فى كتابه العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , تنزيل من حكيم حميد.
إن كنوز الملك سليمان تدخل فى إطار ما قال الله فيه :
“لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب , ما كان حديثا يفترى , ولكن تصديق الذى بين يديه ,وتفصيل كل شىء , وهدى , ورحمة , لقوم يؤمنون” (يوسف 111 ).
.. وأرجو أن يكون الله قد منَّ علىّ بأن بصّرنى ببعض من هذه الكنوز , فسجلتها فى كتابى هذا , سائلا المولى عزّ وجلّ أن ينفع بها , وأن يجعلها فى الميزان يوم الدين, عسى الله أن يغفر بها ذنبا , وأن يرفع بها أجرا , وأن يقبلها منّى كما قبل من سليمان استغفاره ووهب له ملكا لا ينبغى لأحد من بعده , وكما غفر لداوود حين استغفر ربه و خرّ راكعا وأناب, وأن يجعل لنا عنده ذكرى وحسن مآب.

المقالات

Sub Categories

نريد أن نكون من الذين قال الله فيهم: (ولقد يسرنا القرآن للذكر, فهل من مُدَّكِر!) نحيا بالقرآن, فنتعلم كيف نتدبّره, ونعمل به ونعلمه, كمنهاج حياة, فهو إمامنا نحو بناء الحضارة الإنسانية

روابط المقالات

اشترك

اشترك فى نشرتنا الاخبارية لتتابع جديد المقالات والاخبار

Develop By Quran – Copyright 2012 / 2022 – All Right Reserved

arArabic