سورة الشعراء..القائد لا ييأس

0 تعليق 363 مشاهدة

وصلت حال الدعوة قبل سورة الشعراء إلى مرحلة اغتم فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلم, على قلة عدد الداخلين في الإسلام, إلى الدرجة التي يقول الله له فيها: (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين), وباخع نفسك بمعنى قاتلها غيظا أو غمّا . فيطمئنه الله على أن اكتساب أعداد أكثر إلى صف المؤمنين يمكن أن يتم فورا, إن يشأ الله ينزّل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين, إلا أنه سبحانه لا يريد خضوع أعناق, بل يريد خضوع قلوب, وخضوع عقول وألباب, حتى إذا توفّى الله رسوله صلّى الله عليه وسلم, فإن الدعوة تنتشر بعد وفاته أكثر من انتشارها في حياته, حيث عمل القرآن في العقل والتفكير وتأثر القلوب به لا ينقطع عن الدنيا, بل يتزايد دائما, على عكس أية دعوة أو عقيدة أخرى, حيث تظل قوية طوال بقاء صاحبها والداعي لها, ثم تموت بموت صاحبها, تماما كما حدث للشيوعية, حيث انهارت مع انهيار الاتحاد السوفييتي.
أما عقيدة الإسلام, فإن الله سبحانه هو صاحبها, وهو متم نوره ولو كره الكافرون, هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
وهذه المرحلة من منهاج بناء الحضارة الإنسانية, هي مرحلة التثبيت للأمّة ودعمها بالأمل أن دعوة الله سارية بالغ بها الله أمره ومشيئته, رغم ما قد يبدو عكس ذلك بسبب عدم إسراع الناس إلى الإيمان في مراحلها الأولى.

Sub Categories

نريد أن نكون من الذين قال الله فيهم: (ولقد يسرنا القرآن للذكر, فهل من مُدَّكِر!) نحيا بالقرآن, فنتعلم كيف نتدبّره, ونعمل به ونعلمه, كمنهاج حياة, فهو إمامنا نحو بناء الحضارة الإنسانية

روابط المقالات

اشترك

اشترك فى نشرتنا الاخبارية لتتابع جديد المقالات والاخبار

Develop By Quran – Copyright 2012 / 2022 – All Right Reserved

arArabic