على الادارة أن تضع قواعد للانضباط فى العمل ، وتدرب الناس على الالتزام بها ، فعمل بلا انضباط ، هو نوع من الفوضى ، فالبعض يحضر متأخرا ، وينصرف البعض الآخر مبكرا ، ويتغيب هذا بدون اذن ، ويكثر هؤلاء من الأعذار للغياب والتزويغ ، وبذلك تعم الفوضى خاصة لو كان العمل جماعيا يعتمد على كل فرد فيه.
وضع الله قواعد الانضباط فى آية واحدة من سورة النور ، وجعل هذه القواعد من واجبات الايمان ومن يلتزم بها يكون مؤمنا :
1)( انما المؤمنون الذين آمنوا بالله وسوله ) وهذه مقدمة تحفز على الالتزام بما بعدها .
2)( واذا كانوا معه على أمر جامع ) العمل الجماعى ؛ ( لم يذهبوا حتى يستأذنوه ) فلا يتركون العمل أو الأمر الجامع ولا يذهبون ؛ الا بعد طلب الاذن ، فلا ذهاب بدون اذن .
3)ثم يؤكد على أن هذه من صفات المؤمنين ( ان الذين يستأذنوك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله) وبالتالى فان الذين لايستأذنوك يخشى عليهم أن يكونوا من أولئك الذين لايؤمنون بالله ورسوله .
4)وليس مجرد استئذانهم ، يبيح لهم الذهاب ولكن ينبغى أولا أن يكون لهم عذر ، وألا يستأذنوا لكل عذر يتبادر لهم ولكن يتخيرون بعض الأعذار التى لايستطيعون تحملها والاستمرار فى العمل ، فيقول الله ( فاذا استأذنوك لبعض شأنهم ) وليس لكل شأنهم ، والا فسيأتى العمل فى آخر الأولويات ، وما أكثر الأعذار .
5)( فأذن لمن شئت منهم ) فللقائد الحق حسب رؤيته ومشيئته أن يأذن لبعض من يستأذنون ، وبالتالى لايأذن للبعض الآخر حسب حاجة العمل ـ من وجهة نظره .
6)وهم فى أى الأحوال مقصرون فى حق الله حيث يحتاجون لمغفرة الله على هذا التقصير ، لذا فالمسئول يستغفر لهم ( واستغفر لهم الله ، ان الله غفور رحيم ) يرحم ضعفنا فى الصمود لمسئوليات الأعمال ، ويغفر تقصيرنا .
والأمر ـ وان كان موجها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ الا أنه يمكن تعميمه على كل مسئول من المؤمنين ( لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة )