وصفات الحروف هي صفات النطق الذي يتميز به كل حرف عن غيره, وتتضح من الجدول التالي:
الهمس : الخفاء , وهو الصوت الخفى الضعيف , والحرف المهموس هو الحرف الخفى الضعيف يجرى مع النفس عند النطق به لضعفه وضعف الاعتماد عليه عند خروجه , وبعض الحروف المهموسة أضعف من بعض , فالصاد والخاء أقوى مما عداهما , ففى الصاد اطباق واستعلاء وصفير وهذه الصفات من صفات القوة , وفى الخاء استعلاء .
الجهر : الظهور والايضاح والإعلان , والجهر هو الصوت الشديد القوى , والحرف المجهور هو حرف شديد قوى يمنع النفس أن يجرى معه عند النطق به لقوته وقلة الاعتماد عليه فى موضع خروجه .
الشدة : القوة , والشدة هى امتناع جريان الصوت مع الحرف , والحرف الشديد هو حرف أشتد لزومه لموضعه وقوى فيه حتى منع الصوت أن يجرى معه عند اللفظ به . والحروف الشديدة أيضا بعضها أقوى من بعض , والشدة من علامات قوة الحرف , فان كان فى الشدة جهر واطباق واستعلاء كان ذلك غاية القوة فى الحرف , لأن كل واحدة من هذه الصفات تدل على القوة فى الحرف , فان اجتمع اثنتان من هذه الصفات فى الحرف أو أكثر فهى غاية فى القوة كالطاء فانه اجتمع فيه جهر واطباق واستعلاء , وبقدر ما فى الحرف من الصفات القوية كذلك قوته , وبقدر مافيه من الصفات الضعيفة كذلك ضعفه .
التوسط : الاعتدال , فهو حالة معتدلة بين الشدة والرخاوة , وتسمى أيضا بالبينية لعدم كمال انحباس الصوت كانحباسه فى الحروف الشديدة وعدم كمال جريانه كما فى حروف الرخاوة , فالتوسط اذن هو حالة بين كمال انحباس الصوت وكمال جريانه .
الرخاوة : اللينة والضعيفة , وهى ضد الشدة والتوسط , وهى حالة أقل من الشدة وأقل أيضا من التوسط الذى هو الاعتدال , والحرف الرخو هو حرف لين ضعف الاعتماد عليه فى موضعه عند النطق به فجرى معه الصوت .
الاستعلاء : العلو والارتفاع , فهو ارتفاع جزء كبير من اللسان عند النطق بأغلب هذه الحروف الى الحنك الأعلى .
الاستفال : الانخفاض , فهو انخفاض اللسان الى قاع الفم عند النطق بأغلب حروف الاستفال , وترقق حروفه جميعا بلا خوف فى جميع حالاتها الا الراء واللام والألف فلها أحكام معينة , سيأتى بيانها ان شاء الله تعالى فى باب الاستعلاء والاستفال .
الإطباق : الإلصاق , فهو إلصاق أو إطباق اللسان أو طائفة منه مع الريح على الحنك الأعلى عند النطق بحروفه , وبعض حروف الإطباق أقوى من بعض, فالطاء أقواها فى الإطباق وأمكنها لجهرها وشدتها , والظاء أضعفها فى الإطباق لرخاوتها وانحرافها الى طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا , والصاد والضاد متوسطتان فى الإطباق .
الانفتاح : الافتراق , فيه تجافى اللسان عن الحنك الأعلى ليخرج الريح عند النطق بأغلب حروفه
الاذلاق : حدة اللسان وطلاقته , وقيل طرفه , ومعناه : خفة الحرف وسرعة نطقه لخروجه من طرف اللسان أو من احدى الشفتين أو منهما جميعا .
الإصمات : المنع , فهو ثقل الحرف وعدم القدرة على سرعة النطق به لخروجه بعيدا عن طرف اللسان والشفة . قيل : هذا التعريف يتعارض مع الواو لأن مخرجها من بين الشفتين , ومع ذلك وصفت الإصمات لأن فيها بعض الثقل حيث انها تخرج من بين الشفتين مع انفراج بينهما بعكس الفاء والباء والميم , فهى أخف الحروف وأسهلها .
الصفير : هو الصوت الزائد الذى يخرج من بين الثنايا وطرف اللسان عند النطق بأحد حروفه , والصاد أقوى حروف الصفير لما فيها من استعلاء واطباق وصفير , ويليها الزاى لما فيها من جهر , ثم السين وهى أضعفها لكونها مهموسة , وصفير السين أقوى من صفير الزاى لأن الزاى بين بالجهر , وصفير الزاى أقوى من صفير الصاد لأن الصاد بين بالإطباق.
القلقلة ويقال اللقلقة : هى الاضطراب والاهتزاز , ومعناها : اضطراب اللسان والصوت واهتزازه عند النطق بالحرف فيسمع له نبرة أو هزة قوية .
اللين : السهولة , ومعناه اخراج الحرف من مخرجه بسهولة من غير كلفة اللسان فى اخراجه , وهو الواو والياء الساكنتين اللينتين المفتوح ماقبلهما .
الانحراف : الميل والعدول , وهو لحرف اللام والراء على الصحيح . وسميا بالانحراف لأنهما انحرفا عن مخرجهما الأصلى حتى اتصلا بمخرج غيرهما .
التكرير : الإعادة ومعناه : ارتعاد وارتعاش رأس اللسان عند النطق بحرف وهو الراء , وقال المحققون : هو بين الشدة والرخاوة . وتكريرها ربوها فى اللفظ واعادتها بعد قطعها ويتحفظون من اظهار تكريرها خصوصا اذا شددت ويعدون ذلك عيبا فى القراءة .
التفشى : الانتشار والاتساع , وهو للشين المعجمة اتفاقا . وسمى بذلك لأنه تفشى فى مخرجه حتى اتصل بمخرج الطاء المهملة .
الاستطالة : الامتداد , وهو للضاد المعجمة , وسميت الضاد المعجمة بالاستطالة لانها استطالت عن الفم عند النطق بها حتى اتصلت بمخرج اللام , وذلك لما فيه من القوة بالجهر والإطباق والاستعلاء .
الخفاء : الاستتار , وسميت حروفه بالخفية لأنها تخفى فى اللفظ اذا اندرجت بعد حرف قبلها , ولخفاء الهاء قويت بالصلة , وقويت حروف المد بالمد عند الهمزة .
الغنة : صوت له رنين فى الخيشوم , ومعناه : صوت جميل مركب فى جسم الحرف الذى فيه غنة فى كل حال , ولاعمل للسان فيه .
الكلام المرئي, أو اللغة المرئية:Visible Speech, Visible language [1]
لكل صوت صورته الطيفية الخاصة, ولذا فإنه من الممكن أن نجعل اللغة مرئية باستخدام المرشحات الصوتية الفيزيقية, فكل من يعرف جانب الصورة الطيفية يستطيع أن يقرأ الصوت حين يرى صورته الطيفية تظهر على شاشة جهاز السوناجراف. وبناء عليه فإنه يمكن نظريا أن يتم صنع لغة تركيبية. فبمجرد التعرف على الصورة الطيفية للصوت, يمكن بصورة طبيعية رسم شكل مماثل أو مشابه لهذه الصورة , وإنتاج الصوت.
ومن خلال البحث السابق, فإن لكل صوت صورته المرسومة باللسان, وهي مطابقة لشكل كتابة الحرف العربي بلسان عربي مبين. وبالتالي يساعد ذلك على تدريب الصم والبكم على الكلام, بتدريبهم على إخراج الحرف من مخرجه, ومحاولة جعل اللسان بالشكل المرسوم بالكتابة, وهو نفسه شكل الحرف.
وبالحروف الفواتح, يمكن عمل لغة تركيبية من مفرداتها من الحروف, حسب مدلول كل حرف.
[1] علم الأصوات