إن الحرف في اللغة العربية يعني طرف الشيء من أوله ومن آخره. والحرف طرف للكلمة كلها, من أولها ومن آخرها.
وقد لاحظ كثير من أساتذتنا من علماء التفسير ملاحظات تتعلق بعدد الحروف الفواتح, وتصنيفها من حيث المنقوط وغير المنقوط, وتكرار الحرف في السورة التي يفتتحها, ومن حيث صفات الحروف, وغير ذلك من ملاحظات..
وفي مدارستي للقرآن بترتيب نزوله[1], أثار اهتمامي الملاحظات الآتية:
1.حين تتبعت ترتيب نزول السور في الأحاديث الواردة بكتاب الإتقان في علوم القرآن, والتي تتطابق مع المدون في المصحف الأميري[2], ومع ترتيبها في إصدار تفسير القرآن الصادر من شركة حرف على الأقراص المضغوطة,لاحظت الآتي:
فهي تبدأ من الحروف المفردة مرتبة تنازليا, من آخر الحروف إلى أولها: نون, قاف, ثم صاد (حسب ترتيب ألف باء تاء ثاء….).
ثم إن الفواتح المحتوية على حرف صاد متوالية (صاد, ثم ألف لام ميم صاد الأعراف, ثم كاف ها يا عين صاد مريم)
ثم (يا) متوالية في (يا سين, ثم كاف ها يا عين صاد)
و (ها) متوالية (كاف ها يا عين صاد مريم, ثم طا ها)
و (طا) متوالية(طا ها, ثم طا سين ميم الشعراء, ثم طا سين النمل, ثم طا سين ميم القصص)
و (ألف لام را) متوالية في يونس وهود ويوسف والحجر, تختمها (ألف لام ميم لقمان) وتبقى سورة إبراهيم فيما بعد.
ثم (حا ميم) متوالية في (غافر, وفصلت, والشورى, والزخرف, والدخان, والجاثية, والأحقاف)
وجاءت (عين سين قاف) لتتكرر (عين- مريم, ثم عين- الشورى) وتتكرر (سين مع يا سين, والشعراء والنمل والقصص) وتتكرر (قاف الشورى, مع سورة قاف) وهي تتميز عن كل الترتيبات السابقة
ثم عادت (ألف لام را- إبراهيم) تلتها (ألف لام ميم السجدة, ثم الروم, ثم العنكبوت, ثم البقرة, ثم آل عمران)
وختمت كلها ب (ألف لام ميم را الرعد) آخر ما نزل بالترتيب من الحروف الفواتح طبقا للمصحف الأميري, أو مصحف فؤاد.
وكأنها تعبّر عن مراحل في ترتيب نزول سور القرآن, التي هي زاوية من زوايا التعبير عن سيرة النبي صلّى الله عليه وسلممرحلة نون, مرحلة قاف, مرحلة صاد, مرحلة طا, مرحلة را, مرحلة حا, مرحلة ميم) وسوف تأتي تفاصيل لذلك.
وفي باب: منهاج بناء الحضارة الإنسانية تفاصيل عن مراحل بناء الحضارة كما جاءت بترتيب النزول.. وفي إشارة سريعة, كانت كالتالي..
وقد بدأت بالحروف المفردة, (ن, ق, ص) وكأنها الإعداد الخاص لشخص النبيّ صلّى الله عليه وسلم, ثم بإعداد الأمة لمهمات متعددة:
فمرحلة صاد مرحلة إعداد القيادة, هي (ص, ألمص, كهيعص)
ومرحلة مواجهة الأزمات ط (طه, طسم الشعراء, طس النمل, طسم القصص)
ثم مرحلة الحكمة ألر (يونس , هود, يوسف, الحجر) وقد ختمت ب ألم (لقمان)
ثم مرحلة فصل الخطاب حم (غافر, فصّلت, الشورى, الزخرف, الدخان, الجاثية, الأحقاف)
ثم مرحلة التطبيق والتنفيذ ألم(السجدة, الروم, العنكبوت, البقرة, آل عمران), وقد فتحت بألر إبراهيم,
ثم ختمت كلها ب ألمر (الرعد).
وقد بدأت ملاحظاتي عن الحروف الفواتح بدءا من سورة صاد, ثم فتح الله في سورة الشعراء فتحا مبينا, ثم عدت بعد ذلك إلى سورة طه, فأعطت نورا جديدا, ومنه وضحت صورة الحروف الفواتح في سائر السور,
وفتح الله بها طاقة من نور قد تكون دافعا لتأسيس علم جديد بإذن الله, يتوافق مع العقيدة, ومع حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم, ويتفق مع عالمية الإسلام, ويتناسب مع العصر الحالي الذي انفتح فيه العالم وتلاقى عبر شبكات الاتصالات الدولية, وأضحى يهتم بالتعرف على هذا الدين الخاتم, ويحتاج إلى معرفة الكثير عنه, من باب العلم, ثم يهدي به الله من يشاء. والله تعالى أعلى وأعلم, فيما يلي تفاصيل وتسلسل الموضوع…
[1] اخترت الترتيب الذي عليه المصحف الأميري, وهناك اختلافات في الترتيب ولكن أغلبها يتفق أو يقترب من المصحف الأميري
[2] وهو المطبوع في مصر أيام فؤاد الأول, ومع أسماء السور يذكر كونها مكية أو مدنية, ونزلت بعد أية سورة, ومنها يتعرف المرء على ترتيب النزول, وهو متوافق مع أحاديث في الإتقان في علوم القرآن للسيوطي وغيره, وتوجد اختلافات طفيفة في أقوال أخرى في ترتيب نزول السور
[3] في دراسة عن منهاج بناء الحضارة الإنسانية من ترتيب نزول سور القرآن, على موقعي على الشبكة الدولية:
www.developbyquran.com