هذه أمثلة على مدلولات الألفاظ عن طريق مدلولات الحروف,
ويوضع في الاعتبار أن الحروف حين تركّب في اللفظ, فإن بعضها يؤثر على بعض,
وقد تعكس بعض الحروف المعنى, وبالتالي تحتاج إلى تحاليل أخرى.
كما أن تشكيل الحرف يؤثر أيضا على مدلوله, ولكن التأثير يظل موحدا في كل حرف, فسنجد دائما أن فتح الحرف يدل على شيء موحّد, وكسره كذلك, وضمّه وتسكينه, وتضعيفه.
وهذه الأمثلة لفتح الحوار, ولتفتيق الأذهان وعصفها للوصول إلى منظومة لغوية كاملة بإذن الله.
والجدير بالذكر أن مدلولات الحروف كلها ليست واضحة لي حتى الآن على سبيل الحصر, وإنما ربما وضح بعضها, وأرجو المساعدة والعون من الله, الذي أسأله أن ييسر للقارئ وللسامع أن يزودني بما يفتح الله به عليه:
- كلمة (أُذُن) بضم الهمزة والذال, وكلمة (إذن), بالهمزة المكسورة, ويعقبها ذال ساكنة, وكلمة (أذان) بفتح الهمزة والذال يعقبها ألف مدّية, وكل حروفها متطابقة عدا أذان تزيد ألفا مدية: أ. في الكلمة الأولى: (أُذُن), الهمزة المضمومة تمثل أمرا موجها للداخل يمثلها الفم حين ينطق حرفا مضموما, فتضم فيه الشفتان مع وجود فجوة بينهما, ثم يدخل المعنى من حيّز محدود, تمثله حركة اللسان بخروج طرفه عند نطق حرف (الذال), إلى أن يكون المعنى مدركا بالعقل, يمثله حرف (النون) الذي يماثل في رسمه وعاء يحوي نقطة (ن). ب. وفي الكلمة الثانية: (إذن), أمر بالهمزة, يفتح بابا أو سماحا تدل عليه الكسرة تحت الهمزة, وتمثلها الشفتان حين تنطقان بحرف مكسور, ثم الذال تدل على محدودية الأثر في حدود الإذن المسموح, فهو خروج محدد, وليس مفتوحا على الغارب, يمثله خروج طرف اللسان من بين الأسنان, ثم ليملك من أُذِن له زمام أمره في حدود الإذن المسموح فقط ويمثل ذلك حرف النون الممثل للذات. ج. وفي الكلمة الثالثة: (أذان), يخرج الصوت بالهمزة المفتوحة, التي يبينها حركة الفم بفتحه حين ينطق حرفا مفتوحا, ثم الذان المفتوحة أيضا, وتدل على خروج محدود ولكن يعقبه ألف مدية تفيد امتداد أثر الفعل, ثم ليكون معقولا بعد ذلك في النون ويصل إلى ذوات من يسمعه.
- بدراسة الألفاظ التي تبدأ بحرف من الحروف, والعلاقة بين معان مشتركة فيها (طاف, طغى, طار, طرد, طمس, طفر, طفل, طفق, طفش) ويجمعها صفات مشتركة تدل على الشدة والعلو والاستعلاء والفوقية والخروج عن المعتاد.
- من بيان رسم اللسان عند النطق بالحرف, وهو أيضا يستدل منه على مدلول الحرف, فحرف الخاء يرتفع اللسان به متجها إلى اللهاة, وهو يدل على ارتفاع بشموخ وعلو, فإن أعقبه حرف السين الذي يستفل اللسان عند نطقه, فإن اللفظ المركب منهما يدل على هبوط شيء بعد علوّه (خس, خسر, خسئ, خسف) خسّ
- الكلمتان (ذكر, أُنثى) تدلان على الجنس بالضرورة (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى), وفي كلمة ذكر, يخرج اللسان عند نطق حرف الذال المفتوحة, كما يخرج ذكر الرجل من جسمه, إلى الكاف التي قد تعبر عن الامتداد للأمام مثل (كرّ) ومنه الألفاظ(كتم, كفن, كفل, كمل, كمد, كمر, كبل, كوّر), ثم إلى الراء الدالة على التكرير كصفة مفردة للراء وهي الحركة الجنسية التي يتميز بها الذكر. أما كلمة (أنثى) ففيها الهمزة المضمومة للأمر الداخل المتمثل في نطق الشفتين لحرف مضموم, تتلوها النون الدالة على الذاتية, وهي ساكنة وفيها الغنة وهي الصوت الجميل, ثم الثاء الدالة على الانتشار بالبث كما يكون في نطق حرف الثاء من هواء يخرج من الفم بانتشار رقيق بالأثير, ومدّ لأثرها بالياء المدية, وفي ذلك من صفات الأنثى في الجماع.
- كلمة نبت, تبدأ بالنون الممثلة للذاتية, أو النواة, إلى الباء الدالة على الإبداء والظهور بعد إنغلاق, وهي منقوطة من أسفل كما تكون الخطوة الأولى للإنبات بخروج الجذر, ثم التاء الدالة على الخروج لأعلى بنقطتين, تدلان على خروج الساق والأوراق في النبات, والأعضاء في الإنسان, فإذا أضيفت الألف المدية دلت على امتداد حالة الإنبات لتكون (نبات)
- في قصة عصا موسى وضربه البحر بها, مرة جاءت بلفظ (فانبجست) والثانية جاءت بلفظ (فانفجرت). فنجد أن الانفجار دلّ على الخروج المفاجئ لشيء كان مكنونا, ثم استمر الخروج بتكرير, والانبجاس دلّ على السيولة التي حدثت للماء الذي انفجرت به العيون, فسال بوجود حرف السين, والله أعلم.
- سبق ذكر كلمة باب, وحركة الفم عند نطقها, وهي تدل على إبداء بعد إخفاء, مع مدّ مفتوح, ثم أخفاء وإغلاق للفم, وللباب في نفس الوقت.
- الكلمات التي تنتهي بالميم المشدّدة, تدل على تجميع وضم لشيء, وتختلف المعاني باختلاف الحرف الذي يبدأ به اللفظ, مثل قولنا: رمّ, أي كرر ضم أجزاء بعضها لبعض, وضم, أي جمع أشياء مختلفة فاستطال عليها, لأنها ليست نفس الشيء. شمّ, أي جمع شيئا كان متفشّيا, فإذا تكررت الميم ثلاث مرات, دلت على جمع أكبر, مثل عمّم, كمّم, سمّم,
- بمقارنة ألفاظ عربية تشترك في بعض الحروف وتختلف في حرف, يتبين ما يفعله هذا الحرف في معنى اللفظ, ومثال على ذلك مجموعة الكلمات التي تبدأ بحرف الفاء, وتنتهي بحرف الراء (فطر, فغر, فسر, فأر, فقر, فتر, …..) ويجمعها على سبيل المثال, فجأة وسهولة ظهور الشيء بخروج مفاجئ عن المألوف(ف), جاهزا بعد إعداده, , باختلاف نوعية هذا الخروج, ثم استمراره أو تكريره (ر)