موجز الحكمة (ألا تعبدوا إلا الله)
ويستوجب هذا التعرف على الله من آياته الكونية وآياته القرآنية, أو بأنه على كل شيء شهيد.
العلم بأن الله خالق كل شيء, وأنه على كل شيء وكيل, يدبّر الأمر, وإليه يرجع الأمر كله.
وحيث أنه لا إكراه في الدين, فإن من سنن الله في خلقه أن منهم الذين كفروا, فاتخذوا موقفا معاديا لدعاوى الإصلاح. هؤلاء لا يتركهم منهاج الله, حيث أنه بتركهم سوف يمثلون إعاقة في سبيل بناء الحضارة ويتسببون في تأخرها وإهلاكها. لذا فإن منهاج الحكمة يشتمل على فقرة خاصة بمعالجة من تنقصهم الحكمة, أو كيفية التعامل معهم, بحيث لا يعيقون مسيرة الحضارة الإنسانية بهداية الله للناس.
● وكما أن منهاج الإخلاص شمل طوائف غير المخلصين (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10)) ,
● وشملت منظومة المشاركة التعامل مع المجرمين (أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (17) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19))
● وكما أن منظومة القيادة شملت منهاج علاج المقمحين(يس),
● وشملت منظومة المواجهة منهاج التعامل مع الضالين المكذبين(ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53)
● فإن سورة الحجر تتوجه إلى الذين كفروا (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3)) وتعالج فيهم إنكارهم لله , واتهامهم لرسوله بالجنون, وجهلهم بالذكر الذي نزّله الله.
والحكمة تهدي إلى الله, ويصل بها العقل إليه سبحانه وتعالى, بمجرد النظر إلى آيات الله الكونية في مخلوقاته, وفي آيات الله القرآنية في كتابه, وتدلّ الفطرة عليه, قبل الرسالات السماوية. فمن لم يدلّه عقله وفطرته على الله, فإن في عقله خللا ونقصا, فلابد أن فيه علّة تحجبه عن الحقيقة الناصعة, قد تكون الغفلة (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها, أولئك كالأنعام بل هم أضلّ, أولئك هم الغافلون), وقد تكون العادة والتقليد (أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين, أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم)
إن الكفر هو غاية التخلف العقلي والعمى الذي لا يرى ولا يعي الآيات الكونية من حوله, ولا يستدل منها على وجود الخالق سبحانه وتعالى وفطرته وخلقه للسماوات والأرض وما بينهما, بل يعزي ذلك للطبيعة, رغم أنك لو ادعيت أمامه أن السيارة التي يركبها إنما هي جاءت مصادفة إلى الدنيا, بأن تراكبت فيها قطع الصاج فصارت جسما, وقطع الصلب بمواصفاتها المختلفة فصارت محرّكا, وقطع المطاط فصارت إطارات, ومجموعات من النحاس والبلاستيك فصارت ضفائر كهربائية تربط معداتها وأجهزتها, كيف يعقل عاقل أن تكون سيارة مثل هذه قد أتت بنفسها أو جاءت بها الطبيعة دون أن يكون وراءها عقول تفكر وتخطط وتصمم وتنفذ؟
وماذا تكون السيارة بجوار خلق السماوات والأرض وما فيهما من أجرام سماوية وكائنات حية
وماذا تكون السيارة بجوار خلق الإنسان من طين, ومساره إلى أجل مسمى مهما بلغ من تطور للعلاج والمحافظة على الصحة والحياة؟
فإن لم يكتف بمجرد عدم الاهتداء وعدم الاقتناع بها, ولكنه صار عدوّا لدعوة الحق, فإنه يكون من الذين كفروا, الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم, وعلى أبصارهم غشاوة. وهذا يقف من منهاج بناء الحضارة الإنسانية موقفا معاديا, يعيق حركتها ويخالف تقدمها. ولكن لو تجلّى العقل ونظر وتفكّر وتدبّر, أو وجّه نظره إلى آيات الله في الكون أو في القرآن, فإنه يمكن بأمر الله أن يصل ويدرك ويؤمن بالله سبحانه.
ومن هنا جاءت سورة الحجر لتعالج هذا العقل المحجوب عن الله, وتثير فيه التفكير, وتحفزه على عمق النظر إلى الآيات الكونية التي تبين له أن الله هو الحق.
وأيضا تنقسم السورة إلى ثلاثة محاور:
المحور الأول, استعراض آيات الله التي تدل العقل عليه:
يتجه المحور الأول إلى عقول الذين كفروا, فيستعرض الله آياته المكتوبة فيما أنزل من الذكر وحفظ, كما يستعرض آياته الكونية في ظواهر ومظاهر كونه الناطقة بوجوده ووحدانيته جلّ وعلا, لا ينكرها عقل سليم على الفطرة:
● فهو سبحانه منزّل الذكر وحافظه (إِنَّا نَحنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)), وآيات الذكر كافية لتوصيل كل ذي لُبٍ إلى الخالق جلّ وعلا.
● والبروج التي جعل الله في السماء وزينها للناظرين تدل عليه سبحانه, (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)) فالأجرام السماوية, لكل منها خصائصه, وقوانينه الذاتية, وعلاقاته مع مجموعته من الكواكب والنجوم والأقمار, ثم علاقة كل مجموعة مع مجرتها, وهي في نفس الوقت زينة للناظرين, محفوظة من كل شيطان رجيم, ولها نظام لمتابعة من استرق السمع منهم, فهل يكون ذلك بدون واجد أوجده وأقام علاقاته؟
● والأشياء الموزونة في الأرض تهدي العقل إلى خالقها, الذي جعل فيها معايش فالذي يحدث في عملية التمثيل الضوئي في النبات, وبين التنفس في الأحياء يجعل عملية التبادل بين الأكسيجين وثاني أكسيد الكربون تؤدي إلى استمرار هذا التوازن (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20)) وكذلك كل شيء موزون, لا تختل النسب في كل شيء, فهل يأتي ذلك مجرد مصادفة؟
● وحفظ كل شيء في خزائنه (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21), فالأشعة الكونية بقدر, والهواء بقدر, وكل شيء له خزائنه, ينزل بقدر معلوم, فهل يمكن أن يتصور عاقل أن كل هذا بلا صاحب مدبّر؟
● ومن الذي يربط بدقة بين رياح لواقح, ترسل فتحمل سحابا يسير في السماء, وتلقّح بعضه ببعض, فينزل منه الماء, الذي يشرب منه الإنسان نقيا طاهرا مطهرا, وهو مخزون له في الأرض دون أن يدري (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) فكيف تم التنسيق بين كل هذه المخلوقات: رياح, وسحاب وسماء وماء وإنسان وأرض, تشترك جميعها في منظومة واحدة لأداء وظائف متعددة؟
● ثم من الذي يرث كل شيء بعد أن يحيي من يحيي, ويميت من يميت؟ (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23)
كل هذه آيات كونية تطابق ما في الآيات القرآنية في الذكر الحكيم.
وتكرار تسمية الطين الذي خلق الله منه الإنسان (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26)) للتأكيد على نتن هذا الصلصال حتى يكسر الله التكبّر الذي عليه الذين كفروا, ويبين الله لبني آدم أن الشيطان يحتقرهم ويتربص بهم, ويحقد عليهم.
في نفس الوقت الذي زين الله السماء للناظرين, وأنبت في الأرض من كل شيء موزون, يأتي الشيطان فيزين لبني آدم في الأرض ويغويهم أجمعين
وهنا يعطي الله سبحانه الفرصة للعودة لمن استغفره واسترحمه, في نفس الوقت الذي يتوعّد بالعذاب الأليم من يتمادى في عداوته لله ولرسوله ولكتابه(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50))
المحور الثاني: الموعظة من القصص
يمنح الله ويمنع كما يشاء, وعنده زينة كل شيء بالحق, ولكن الشيطان يزين لبني آدم بالباطل وبالغواية, يبين ذلك القصص في سورة الحجر:
● ولو أن الدنيا تسير بقوانين وأسباب فقط, ما كان يمكن أبدا يولد غلام لشيخ كبير وامرأته عجوز عقيم: (قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَي (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56))
● والذي خلق كل شيء وله القدرة والقهر على كل شيء, شرع أيضا للناس كيف يتصرفون, وكيف يستمتعون, ونهاهم عن أشياء بموجب حقه في الخلق والرزق والموت والحياة, وبناء عليه, فلابد أن يسير الناس على ما شرع لهم:(وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ(67) قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ(68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (69) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70) قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (71))
● والذي رزق له الحق أن يشرع للناس كيف يتعاملون بالكيل والميزان, فإن لم يفعلوا فهم ظالمون وكان ظلمهم بشركهم بالله وقطعهم الطريق ونقصهم المكيال والميزان, رغم أن الله وهبهم الشجر الكثيف المثمر. فكانوا بالله كافرين (وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79)
● والذي فتح للناس أسباب المعايش والكسب وهداهم للبناء والعمارة, عليهم أن يتبعوا ما أنزل إليهم, وإلا فلن تغني عنهم مكاسبهم وقوتهم وعلمهم, مثل أصحاب الحجر, ثمود قوم صالح وكانت لهم زروع وثمار, وضنوا بمائها عن الناقة حتى عقروها لئلا تضيق عليهم في المياه فما دفعت عنهم تلك الأموال ولا نفعتهم لما جاء أمر ربك. وكانت لهم بيوت آمنة, ولكن لم يغن كل هذا عنهم, فأهلكهم الله لكفرهم بنعمه والزينة والحفظ الذي وهبهم: (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ (82) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (84)
المحور الثالث: الحكمة والموعظة:
الله سبحانه خالق كل شيء وواهبه, هو الخلاق العليم, آتي الذكر والسبع المثاني والقرآن العظيم, فله الحق في أن يأمر وينهى, وليس للإنسان بعد أن يستمتع بنعمه, أن يأخذ من أوامر ربّه جزءا فينفذ بعضا منها ويعترض على بعض, مثل المقتسمين الذين جعلوا القرآن عِضين, فيقسمون منه ما لا يمكن تقسيمه.
فمن قرأ آيات الله القرآنية ورأى وشاهد آياته الكونية, فتوصّل إلى الله وعلم أنه موجود وأنه خالق كل شيء, وأن كتابه هذا هو الحق, فلابد أن يصدّق بكل ما فيه, فيصدّق بالساعة والحساب والجنة والنار, (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86) ) ويصدق رسول الله صلّى الله عليه وسلم وما آتاه الله من الوحي (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89)) ويصدّق أوامر الله ونواهيه فيتبع ما أنزل إليه من ربه, ولا يأخذ من القرآن ما يشاء ويترك ما يشاء, وإلا فإنه يجعل القرآن عضين, فيقسّمه وهو لا ينبغي تقسيمه, ويؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض (كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93))
إن الهدف من مخاطبة عقول الذين كفروا بآيات الله الكونية والإشارة إليها في القرآن الكريم, هو أن يوصلها إلى التصديق بوجود الله, وبتسييره للكون وتدبيره لأمر خلقه, فإن وصل الإنسان إلى ذلك, فليس من الحكمة أن يأخذ ويترك من الكتاب, ولكن يجب أن يأخذ كل ما فيه, وهنا يصير مسلما, أي مسلم أمره لله, فلا يتخذ من دونه وكيلا, ويسير كما يوحي الله إليه في كتابه, وعلى لسان نبيه صلّى الله عليه وسلم.
فإن لم يفعل فلنعرض عنه, ولنهتم بما نؤمر به, ولا نهتم بالمستهزئين (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96)) ولا نلق بالا ولا تضيق صدورنا بما يقولون فعقولهم في سفاهة وبعيدة عن الفطرة وعن المنطق (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)