إن الأعمال العامة العظيمة لصالح الناس في المجتمع, هي الحقيقة الجامعة للبر
والشخصية العامة المسئولة, لا تكتفي بتولية وجهها قبل المشرق والمغرب, وهو أمر هام لا تصح الصلاة إلا به, غير أنه غير كاف, وإنما الشخصية العامة عليها مسئوليات الأعمال الجليلة المبنية على الإيمان وبذل المال للمحتاجين, وإقام الصلاة لربط الناس بحبل الله المتين, وإقامة الصلة بينهم وبين الله, ثم إيتاء الزكاة بإنشاء العلاقة الأفقية بين الناس غنيهم وفقيرهم, وضعيفهم وقويهم, ثم الوفاء بالعهد لضبط المعاملات التي تقوم عليها مصالح الناس, ثم الصبر والصدق والتقوى, وهي الصفات الشخصية التي يجب أن تميز المسئول العام, فتغرس ثقة الناس به, وعلى ذلك تقوم الدنيا وتبنى الأمم والحضارات, وتتحقق منافع الناس ومعايشهم وأمنهم (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)
وأهم صفة يجب زرعها وبناؤها, هي التقوى. فذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين, فشرط أن يستفاد به أن يكون المسئولون عن تطبيقه وضبط الحياة به, من المتقين.
لذا فإن برنامجا لتأهيل المسئولين بالتقوى, تم وضعه في هذا الجزء من سورة البقرة.
وكلما عظمت مهمة المسئول كلما كان مهما أن يلتزم التقوى. وبها يسكن المجتمع ويهدأ ويشعر بالطمأنينة…
القصاص:
فإقامة القصاص في القتلى بالمجتمع تقع ضمن مسئوليات المسئول العام في الدول, فهو الذي يمكّن أهل القتيل من قاتله, فيقاد إليه, أو يأخذ ديته أو يعفو, فترتاح القلوب, وتهدأ النفوس, كما تخضع المسألة للتحقيق ولا تترك لظنون وثأر أعمى يطيح بالرءوس دون تمييز (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179))
والتقوى هي الهدف من القصاص.
تنفيذ الوصية:
والمسئول العام عليه تنفيذ وصية من حضره الموت, دون تبديل, وهي أيضا مسئولية عامة, فمن يضمن احترام الوصية, التي قد تكون ليتامى ضعاف, أو لبيت مال المسلمين, ولضعفائهم وفقرائهم؟ (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181) فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182)
ومرة أخرى التقوى أساس حفظ الحق في الوصية.
تحديد مواقيت ونظام الصيام
ومن واجبات المسئول العام تحديد مواعيد الصيام, والفريضة عامة للناس أجمعين تربطهم بربهم القريب, فيربيهم الله على الصيام وهو امتناع عن الطعام والشراب والشهوة الحلال في غير وقت الصيام, فيعتاد المسلم كمسئول عام على الترك لله, والتحكم في شهواته الأقوى, وبالتالي يسهل عليه التحكم في كل شهواته ورغباته. والتقوى هي هدف الصيام: (لعلكم تتقون). ورغم أن الصيام عبادة فردية يقوم بها كل فرد وحده, إلا أن الذي يحدد بدءها وانتهاءها هو المسئول العام الأول في المجتمع, فيحدد دخول شهر رمضان, وانتهاءه, ويحدد مواقيت بدء صيام اليوم وإفطار اليوم. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)
تحريم أكل الأموال بالباطل ورشوة الحكام:
نتيجة لإقامة فريضة الصيام في المجتمع, فإنه يسهل على المسلم كمسئول عام, ألا يأكل الأموال بالباطل, وألا يعرضها على الحكام فيفتنهم ويغريهم بها ليأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم, (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188) وهي نتيجة رائعة للصيام تنفع الجميع حكاما ومحكومين, وتربيهم, فمن يمتنع عن أكل الطعام في نهار رمضان, لا ينبغي أن يقترف أكلا للأموال بالباطل مطلقا, والذي يؤتي الصدقة والزكاة لفقراء الناس في رمضان, لا ينبغي مطلقا أن يدلي بها إلى الحكام ليأكل فريقا من أموال الناس بالباطل وهم جميعا يعلمون.
إن هذا لبُعدٌ رائع للصيام, يخرج به من دائرة المنفعة الخاصة للصائمين أفرادا, إلى المنفعة العامة لعموم الناس في المجتمع المسلم, على اختلاف طوائفهم, ويحفظ الجميع من أكل الباطل, حكاما ومحكومين.
المواقيت:
والشخصية العامة ملتزمة بالمواقيت, وعلى قمتها الأهلة (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)) والأهلة جمع لهلال, وهي تعني تتابع الشهور, أو قياس الزمن, وضبطه, وهي أساس حساب الشهور والسنين, كما أن الشمس أساس حساب اليوم والليلة, والتقسيم إلى ساعات ودقائق وثوان. وقد جعل الله الأهلة مواقيت للناس والحجّ. والحج ميقات سنوي, يوحد بين مواقيت المسلمين في العالم. ومواقيت الناس تشمل حساب الوقت عموما للناس عموما. وهذه مسئولية الحكومة التنفيذية, بأن تحدد مواقيت العمل والإجازات وأسس حساب الأجور, علاوة على تحديد كل ما يرتبط بالمواقيت فالصلاة كتاب موقوت, والصيام من هلال إلى هلال, والحج أشهر معلومات, والزكاة تحسب كل اثني عشر هلالا.
والتقوى هي وصف للبرّ (ولكن البر من اتقى)
القتال دفاعا عن النفس:
وتأتي مسئولية الدفاع عن البلاد والعباد, لتكون من أهم مسئوليات الحكومة التنفيذية, وهي مستعدة للقتال دفاعا عن النفس, (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191)
فالقتال ضد الذين يقاتلوننا, إلى أن ينتهوا, مع النهي عن الاعتداء, وذلك للحفاظ على أرض الأوطان بإخراج الذين أخرجونا منها, ثم العفو حين ينتهي المعتدي, فنعيش في سلام بعد رد اعتدائه وإيقاف احتلاله, فلا عدوان إلا على الظالمين.
(فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)
وفي سبيل ذلك, فإن الدعوة للإنفاق لا تأتي هنا في إطار الإنفاق على الفقراء, فلذلك موضع آخر يأتي, وإنما تأتي في إطار الإنفاق لكي لا نلقي بأيدينا إلى التهلكة, وتأتي في أعقاب الحديث عن القتال دفاعا عن النفس, وردا للاعتداء, ودرءا للفتنة والظلم. ويكون الأمر بالإنفاق هنا ضمن الجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس. (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) وهكذا: (وقاتلوا في سبيل الله), (وأنفقوا في سبيل الله).
الحج والعمرة:
جاءت آية التوحيد (وإلهكم إله واحد), ثم آية البر لتشمل الصلاة والزكاة والإنفاق, ثم جاءت آيات الصيام, ثم تستكمل آيات الحج أركان الإسلام الخمسة, وإقامتها جميعا مسئولية عامة في المجتمع, وتيسيرها مسئولية الحكومة التنفيذية, فهي لا تمنع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه, وتقيم الصلاة, وتشرف على جمع الزكاة أو تجمعها لإنفاقها في وجهها, وتحدد مواقيت رمضان, ومواقيت الحج, وتيسره بين جموع الحجيج التي تحتاج إلى من ينظم حركتها, ولا يدخل ذلك في مسئوليات الأفراد, وإنما هي مسئوليات عامة تتحملها الحكومات التنفيذية.
كما أن الحج والعمرة, يعطيان البعد العالمي لمسئوليات المسلمين عن الناس, كما يعطيان للمسلمين البعد العالمي لأمتهم الواحدة, وقبلتهم الواحدة, وعبوديتهم لإله واحد.
وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)