بعد أن يدّعى كل طرف بادعاءاته, ويجادل المتجادلون, ويترافع الدفاع, فإن القاضي أو الحكَم لا يفصل في الدعوى إلا بعد الاطلاع على القرائن والأدلة والشهود والبراهين لقوم يعلمون.
فتأتي سورة فصّلت بتفاصيل كل ذلك..(حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)
ومن رحمته سبحانه أنه يأتينا بالقرائن والأدلة, وهو الغني عنا ولا يُسأل عما يفعل. فهو الرحمان الرحيم.
وحيث أن العقيدة هي الأساس الذي تبنى عليه كل الأمور في كل المجالات والمعاملات, فإن الله من خلالها يعلّم بني آدم كل شيء, ويبدأ بها في كل علم وكل منهاج. رأينا ذلك في تناول النصيحة والإمامة, والمشاركة, والقيادة, والمواجهة, والحكمة, وفي فصل الخطاب رأيناها في أساس التحكيم, وفي الادعاء.
وحيث أن أكبر وأخطر قضية يدّعيها الناس هي قضية الكفر, ونفي وجود الله كلياً, فتبدأ السورة بها, ويعطي الله في هذه القضية دروس استعمال القرائن والبراهين القاطعة بوجوده, ومن خلالها يعلم بني آدم كيفية ذلك في كل قضية تقل أهمية عن هذه القضية. وإن كان الله سبحانه وتعالى جلّ شأنه يستخدم الأدلة والبراهين في فصل الخطاب في قضية الكفر به جلّ وعلا, وهو الغني, فإن الناس عليهم أن يستعملوا ذلك الأسلوب في كل قضاياهم وفصل الخطاب فيها.
ولا يجد الكافرون سبيلا أمام البراهين والأدلة والقرائن, إلا أن يمتنعوا عن سماعها, ويحاولوا الاحتفاظ بقلوبهم وعقولهم في أكنّة, ويغلقوا آذانهم, وتتستر عقولهم بحجاب يحجبهم عنها(بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ(5) ولو فتحوا قلوبهم,آذانهم لهدْي الله, لهداهم الله
وكذلك في قضايانا في الدنيا, فإن كل مدّع عليه ألا يعتمد على ثقة الناس في كلامه وتصديقهم له, ولا يعتمد على قهرهم على التسليم له, ولا يعتمد فقط على الحجج العقلية والمناقشات, ولكن عليه أن يأتي بشهود, وبأدلة وقرائن وبراهين, بحيث لا يجادل فيها إلا المخالفون للعقل والفطرة.
وقد أورد هذه القصة الإمام محمد بن إسحاق بن يسار في كتاب السيرة على خلاف هذا النمط فقال حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال : حدثت أن عتبة بن ربيعة – وكان سيدا – قال يوما وهو جالس في نادي قريش – ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحده – يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورا لعله أن يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا ؟ – وذلك حين أسلم حمزة رضي الله عنه ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون –
فقالوا بلى يا أبا الوليد فقم إليه فكلمه فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : يا ابن أخي إنك منا حيث علمت من السطة في العشيرة . والمكان في النسب وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت به من مضى من آبائهم فاسمع مني أعرض عليك أمورا ننظر فيها لعلك تقبل منها بعضها
قال : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قل يا أبا الوليد أسمع ” قال يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الأطباء وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه أو كما قال له
حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه قال ” أفرغت يا أبا الوليد ؟ ” قال نعم . قال ” فاستمع مني ” قال افعل .
قال ” بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون ” ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها وهو يقرؤها عليه فلما سمع عتبة أنصت لها وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما يستمع منه حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها فسجد ثم قال ” قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك “
فقام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به فلما جلس إليهم قالوا ما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال ورائي أني سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط والله ما هو بالسحر ولا بالشعر ولا بالكهانة يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها لي خلوا بين الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به قالوا سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه ؟ قال هذا رأيي فيه فاصنعوا ما بدا لكم.
فرغم صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلم, وعلم قومه بذلك, (فإنهم لا يكذّبونك) فإنه لم يعتمد على ذلك فقط, ولكن جاء بالشهود والقرائن على صدق قوله, بالأدلة العقلية, والبراهين الحسية. فأمره الله أن يقول: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (7) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8)
ثم تتوالى البراهين على وجود الله بتفصيل خلقه الأرض والسماوات, في عشر مراحل, يفصل بين كل مرحلة منها حرف من حروف العطف:
- قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9)
- وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا
- وَبَارَكَ فِيهَا
- وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10)
- ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ
- فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)
- فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ
- وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا
- وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ
- وَحِفْظًا
ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)
إن الله ينذر الظالمين والمفترين بأنهم سيفاجأون بشهود من أنفسهم, لا يتوقعونها, ويأتيهم الله بها يوم القيامة, فيفصّل الله نظام الاستشهاد والبراهين والقرائن يوم القيامة, رغم أن الله سبحانه بكل شيء عليم, ولكنه يضع لنا الموازين القسط ليوم القيامة, لنسعى للعيش بها في الدنيا, وتطبيقها في حياتنا ومعاملاتنا: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22)
وفي معاملاتنا في الدنيا, لابد أن نضع اعتبارا لكل ذلك, فلا ترتكب ذنبا تسمعه أذنك, ولا تغش بما يراه بصرك, ولا تفعل بما يحسه جلدك, فكل أولئك سيأتون شهودا عليك يوم القيامة.
قرناء السوء وأولياء الحق
ولكلا الفريقين قرناء أو أولياء, قرناء السوء يزينون للظالمين: (وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25)
ويغتاظ منهم الذين كفروا ويتمنون الانتقام منهم (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29)
لهذا فلا تفرح بمن ينصرك بالباطل, ولا تفرح أن تقف بجوار ظالم تنصره, ولا أن تقف مكتوف الأيدي وأنت تراه يظلم, فلا توصيه بالحق, ولا تنصحه وترده عن الظلم, ولكن انصر أخاك ظالما أو مظلوما, بأن ترده عن الظلم. فسوف يأتي يوم القيامة ويتمنى أن يضعك تحت قدميه, وأن تكون من الأسفلين. وربما يكون هذا القرين السوء من الإنس من قرناء السوء, أو يكون جنا يوحي إليك زخرف القول غرورا, ويوسوس لك الشر.
أما أهل الحق, فإنهم يجدون أولياء من الملائكة حولهم بالبشرى والتأييد: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ…)
وأصحاب النوايا الطيبة في المنازعات والاختلافات, عليهم أن يبحثوا عن الوسيلة المثلى (التي هي أحسن) لإنهاء العداوات حتى يصير الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم: (.. ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)
والأمر يحتاج إلى صبر, ولكنه لا يحصل عليه إلا ذو حظ عظيم: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)
فإذا حاول الشيطان أن ينزغك حتى لا تسلك هذه المسالك الخير فاستعذ بالله: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)
والذين تعرض عليهم آيات الله وحججه وقرائنه, بالمعايير والمقاييس والأدلة التي علمنا الله, يجب عليهم التصديق بها واعتمادها, فلا يحيدون عنها ولا يميلون عن الحق (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40)
والأدلة والآيات التي وردت في كتاب الله, والذكر الحكيم هي الفاصلة, حيث أن الذكر لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)
وكل الشهود يتضاءلون ينتفون عند الحساب يوم القيامة, ويظل الله سبحانه وتعالى لا شريك له: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48)
ويضع الله سنته في الشهود والبراهين والأدلة المستمرة إلى يوم القيامة للدفاع أمام من يدّعون بأن هذه الدنيا إنما جاءت وحدها, وينكرون وجود الله, في كل عصر ورغم كل تطورات واكتشافات, (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54)