علمنا من سورة الذاريات أن العمل يجب أن يكون مخلصا لله, لا يشترك في النية معه شيء حتى لو كان الرزق وكفالة الأهل والأولاد.
وعلمنا من سورة الغاشية أن الوجوه يوم القيامة ستنقسم إلى قسمين طبقا للعمل والسعي في الدنيا, وجوه يومئذ خاشعة , عاملة ناصبة, ووجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية.
وفي سورة الكهف, يضع الله قواعد ومعايير ضبط العمل لكي يكون كما يريد الله ويحب.
ولا تقوم حضارة بغير عمل مخلص جاد, مبني على إيمان بالله, وإلا لأصبح هباء منثورا..
وفي البداية فإن الكتاب الذي أنزله الله على عبده, لم يجعل له عوجا, وكل الكتب سواه يكون فيها عوج. وهو قيّم يقاس به ويقاس عليه. لهذا فهو يضع معايير العمل
والمعيار الرئيسي للإنسان الذي يرضى الله عنه, هو أن يكون من المؤمنين الذين يعملون الصالحات. وأمام هذا المعيار, فإن الناس ينقسمون إلى الأصناف التالية:
- مؤمنون يعملون الصالحات
- مؤمنون لا يعملون الصالحات, فإما أن يعملوا غير الصالحات, أو لا يعملوا على الإطلاق
- غير مؤمنين يعملون الصالحات, فيشركون في عملهم غير الله.
- غير مؤمنين لا يعملون الصالحات, فإما أن يعملوا غير الصالحات, أو لا يعملوا على الإطلاق
والصنف الأول هو الذي يكون كما يحب الله ويرضى.
وعمل الصالحات له أيضا معايير, فالعمل الذي يكون بأمر الله ومن وحيه المنزل على رسله عليهم صلوات الله وسلامه, أو لا يتعارض مع أمر الله, هو العمل الصالح, حتى لو بدا مخالفا للعقل والمنطق. فهدم الأرض بعد زينتها لا يتصور عقلٌ الحكمة منه. ولكن السورة توضح ذلك, وأن الاعتقاد بعدم هدمها يتسبب في فساد الناس وإشراكهم.
وقرأنا في سورة الأنعام (… يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا … (158))
فالمطلوب ليس فقط إيمان مقابل الكفر, وإنما أن يكسب المؤمن في إيمانه خيرا..
وفي سورة الكهف يستعرض الله كل الأصناف …
المثال الأول: أصحاب الكهف والرقيم-إيمان ثم اعتزال:
وهم نموذج لفتية مؤمنين؛ وسط قوم كافرين افتروا على الله كذبا واتخذوا من دونه آلهة. مدح الله إيمان الفتية ودعوا الله وزادهم هدى: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)
(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)
وإلى هنا والفتية موصوفون أوصافا إيمانية عظيمة.
ولكن الفتية رغم إيمانهم, حين رأوا كفرا وشركا بالله, أخذوا قرارا باعتزال قومهم وآووا إلى الكهف انتظارا لأن ينشر لهم ربهم من رحمته ويهيئ لهم من أمرهم مرفقا, أي طعاما وشرابا وأسباب العيش (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا (16)
فضرب الله على آذانهم في الكهف سنين عددا, أنامهم حيث لا عمل لهم ولا سعي, فيومهم مثل غدهم, ويقظتهم مثل نومهم, وواحدهم مثل كلهم, لذا فلا داعي لذكر عددهم, ولم يهيئ الله لهم من أمرهم مرفقا كما ظنوا, حتى صار مظهرهم منفّرا: (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18))
ولما استيقظوا وهم لا يدركون كم ناموا, وشعروا بالجوع, بعثوا أحدهم بنقود كانت معهم؛ ربما نتيجة سعي سابق: (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20))
والطعام الذي ينتظرونه ليتقوّتوا منه, سوف يحصلون عليه بالنقود التي كانت معهم, وحين يطلبونه, فإنهم يتخيرون الطعام الأزكى, ويتلطفون.
أما البائع فقد ترك بيته وأولاده, وخرج مبتغيا وجه الله, فعبدة الأوثان لا يمنعون الخروج من البيوت, ولا يمنعون التجارة, ولا الأنشطة المغذية لها, والمعاونة عليها من زراعة وصناعة وحرفة, ونقل وميزان وكيل, وكلها تقتضي السعي.
والإيواء للكهوف يعزل الإنسان عن مجتمعه, وهذا ليس هو المطلوب من فتية آمنوا بربهم, وزادهم الله هدى.
والسؤال الآن: هل ننصح أبناءنا أن يعتزلوا المجتمعات إلى الكهوف, حين يجدون سلطانا جائرا, وكفرا بواحا؟ أم أنهم يصمدون, ويعملون ما يستطيعون ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها, فلو اعتزلوا المساكن إلى الكهوف, فإنهم يمتنعون عن الزواج والذرية, ورعاية آبائهم وأسرهم, والمشاركة الإيجابية في إنتاج الطعام والشراب والسلع, وتداولها وبيعها وشرائها, وإنما يجب عليهم بموجب إيمانهم؛ أن يحاولوا التغيير بأي شكل من أشكال التغيير حتى يقضي الله أمره, (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
وقد ذكر الله موقف الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم, قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض, قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها.
والمرأة الفلسطينية ربما يقتصر دورها على أن تنجب كثيرا من الأطفال وتحسن تربيتهم وحضانتهم كنوع من المقاومة للاحتلال وإعداد جيل للمستقبل. ولا تأوي إلى الكهف وتعتزل ليس فقط كفرا ولكن ظلما وعذابا.
والذي حدث أن حالة الكفر في الحكام على الأيام الأولى للفتية, قد تغيرت إلى حكام مؤمنين غلبوا على أمرهم فقرروا أن يتخذوا عليهم مسجدا, (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)) ولكن هذا التغيير قد اشترك فيه كل مخلص ساهم ولو بجهد بسيط فيه, ولم يشارك فيه من اعتزل المجتمع وآوى إلى الكهف.
وإن كان اعتزال الناس لفترة قصيرة من الزمن مطلوبا في بعض الأحيان, إلا أن هذا الاعتزال لو طال, ولو قرر الإنسان أن يجعل اعتزاله مستمرا, وأن يأوي إلى كهف, فإنه سيترك حتى أسرته, ومشاركته الإيجابية بأي شكل في التغيير. وهذا بخلاف أن يلزم بيته فلا يخالط الناس, ولكنه عليه أن يعمل, وإلا من سينفق عليه؟
وفيما روي عن رسول الله, صلّى الله عليه وسلم, أنه قال: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم, خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم)
وعندما هدد فرعون بتقتيل أبناء بني إسرائيل واستحياء نسائهم وقهرهم جميعا, (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)) , ولم يطلب منهم اللجوء والإيواء إلى الكهوف.
والعاملون المحسنون لأعمالهم لا يضيع الله أجرهم: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31)
والمثال الثاني: صاحب الجنتين- عمل وشرك:
الذي بذل العمل الصالح لإعدادهما, مع نعمة الله عليه بتوفير البيئة المناسبة للإعداد. (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32)). فالجنتان لا يجدهما الإنسان بسور يحفهما بنخل في الطبيعة, ولكن هذا من آثار أفعال الإنسان بتوفيق الله, ومن عطاءات الله له أن (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ ..)
وهنا تغير سلوك الرجل غير المؤمن؛ (فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36))
ولكن صاحبه المؤمن نصحه (.. وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ..)
حتى أهلك الله ثمره إلى أن وصل إلى الندم والعودة إلى حظيرة الإيمان, (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وبالتالي فإن عمله الصالح في زراعة وصيانة الجنتين, لا يكفي بغير إيمان.
وإنما (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46))
والعمل الذي لا يُبنى على الإيمان يكون ندامة لصاحبه يوم القيامة, حيث ينضم إلى الوجوه الخاشعة, عاملة ناصبة؛ (وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)
المثال الثالث: أعمال تبدو للعقل غير صالحة, ولكنها تصدر من مؤمن تنفيذا لأمر الله, فتكون نتائجها خيرا:
فالعبد الصالح الذي قال الله فيه: (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) حين صاحبه موسى عليه السلام, خرق سفينة وبدا كأنه سيغرق أهلها, وقتل غلاما بغير نفس, وأقام جدارا لأهل قرية أبوا أن يضيّفوهما, ولكن لم يكن هذا من أمره هو حيث قال: (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) , ولذا كانت كلها أعمالا صالحة مبررّة, حين كشف الله به أسبابها الخافية. ومن هنا فإن العمل الصالح لابد أن يطابق وحي الله وأمره, حتى لو بدا مخالفا للعقل والمنطق.
ومثله مثل إبراهيم عليه السلام, أقدم على ذبح ابنه تنفيذا لأمر الله.
ويكون بذلك العمل الصالح هو الموافق لأوامر الله, حتى لو لم يتقبلها العقل.
المثال الرابع: ذو القرنين, يتحول في عمله للأحسن:
فقد آتاه الله من كل شيء سببا, فأتبع سببا, فتطور من الإدارة بالثواب والعقاب؛ (قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)
إلى المرور على قوم لم يجعل الله لهم من دون الشمس سترا, دون أن يذكر ماذا فعل لهم,
ثم في النهاية يتحول إلى الإدارة بالمشاركة في العمل الصالح المؤمن؛ فبنى الردم الذي يحتمي به أهل ما بين السدّين بمشاركة بينه وبين القوم؛ بين أنا وأنتم:
أنتم | أنا |
فَأَعِينُونِي بِقُوَّة | قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ |
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ | أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) |
قَالَ انْفُخُوا | َتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ |
قَالَ آتُونِي | حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا |
أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) |
العمل الصالح المقبول:
وفي النهاية فإن الله سبحانه يوصّف العمل المردود على صاحبه:
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106)
ثم يوصّف العمل المقبول:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)
فيكون معيار العمل الصالح المقبول, أن يوافق ما يأمر الله به, بإيمان يبعد العمل عن الشرك.