لقد توصلت إلى بعض القواعد والأسس التي أتحرك في إطارها نحو تدبر القرآن.
لقد توصلت إلى بعض القواعد والأسس التي أتحرك في إطارها نحو تدبر القرآن.
- النية : النية الأساسية هي البحث عن الحقيقة , وليس الانتصار للرأي , أو أن يقول الناس علِمَ فلان , أو فلان عالم , ورجاء الأجر من الله , و ليست رياء ولا سمعة
- القصد: الشعور بالمسئولية أمام الكتاب.
- استعن بالله في الفهم والتدبر , بالدعاء الدائم :
• إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم نفسه, ما كان يدري ما الكتاب ولا الإيمان, ولكن الله سبحانه جعله نورا يهدي به من يشاء من عباده,(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(52)الشورى. لذلك, فإن الله سبحانه يحدد من مِن عباده سيهديه بنور القرآن, إذن فلندع الله أن يجعلنا منهم.
• “أرني أنظر”, لقد سأل موسى عليه السلام ربه سبحانه أن يريه لكي ينظر إليه, فلو لم يُرِنا الله أسرار كتابه, لن نستطيع أن ننظر, مهما أوتينا من علم ومن قدرات بحثية. لهذا فلابد أن ندعو الله أن يرينا ننظر إلى آياته.
• واتقوا الله ويعلمكم الله : لقد وضع الله لنا ميزانا في جملتين, لكي يعلمنا الله, فلابد أن نتقي الله, فالتقوى باب للعلم, ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء.
• الرحمن .علم القرآن: إن الله سبحانه هو الذي يعلّم القرآن, فالتوجّه يكون له سبحانه والاستعانة تكون به في تعلّم القرآن.
• “وإن كنت من قبله لمن الغافلين”: قبل نزول القرآن يكون الإنسان من الغافلين, وكذلك قبل تدبّر القرآن ومحاولة فهمه, يكون الإنسان من الغافلين. - إن المؤمن على يقين بأن كل شيء موجود في كلمات ذلك الكتاب , وأننا لا بد أن نحاول فهمه, واصطياد معانيه , والتعرض لفيض الله في تدبره. (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(27)الزمر
- ابدأ بالشهادة, فهي أساس العلم والفهم والإدراك, (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ(البقرة 285)
- قاموس القرآن: القرآن هو الأرقى من اللغة العربية في لغته, فهو يسبقها ويطورها ويفوقها,
- “وما هو بقول شاعر”. الأخذ من الشعر له محاذير كبيرة, حيث يقيد الشاعر بالوزن والقافية والبناء الفني للقصيدة أولا, ويكون اختياره للألفاظ على هذه الأسس أولا وقبل المعاني المناسبة, وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فلا ينطبق ذلك على القرآن, لهذا فلا ينبغي أن يأخذ المؤمن الشعر كحكم على القرآن, ولكن العكس هو الصحيح, ويمكن الاستعانة بالشعر مع الحذر كل الحذر.
- القرآن من لدن حكيم خبير, فليراع ذلك في تدبّره, حيث لا يوجد فيه لفظ ولا حرف ولا تراكيب لغوية, إلا بحكمة ولهذا فهو يحتاج إلى وقوف أمامه وفحصه وتدبّره بغاية العناية والاهتمام (ألر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ(1)هود
- الارتباط بين القرآن وبين الأحداث في السيرة النبوية, وبينه وبين الأحداث في حياتنا, فالله يأتينا فيه بالحق وأحسن تفسيرا, فلنبحث أمام كل حدث في حياتنا, ماذا قال الله فيه (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا(32)الفرقان
- كتاب الله هو الكتاب الوحيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ويمكن أن يأتي الباطل أي كتاب آخر.
- فهم القرآن بالقرآن: ابحث أولا في الكتاب , وهو في القصص كاف , فإن لم تجد ففي الحديث.
- الحديث الصحيح: هو المصدر الثاني للفهم: كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ(151)البقرة. وذلك بعد الفحص والعرض على قواعده:
• السند : وهو يتعرض لكل من جاء اسمه في رواية الحديث, من حيث أنه يتمتع بالضبط , وبالوعي , وبالخلق , وبالإطراد, وقد فحص علماء الحديث هذه الأمور, بحيث كفونا عناء البحث فيها مجدّدا, فلنعتمد على معايير البخاري ومسلم أساسا, جزاهما الله خير الجزاء ومعهم علماء الحديث.
• المتن: وهو نصّ الحديث وكلماته, حيث اشترط علماء الحديث فيه ألا يكون شاذا , أي لا يخالف الراوي الثقة من هو أوثق منه , وألا تكون به علة قادحة , أي عيب يبصره المحققون
وفي حالة عدم ارتياحك لحديث, افحص المصدر, وراجع القواعد السابقة, واعرضه علي كتاب الله, والأقراص المرنة التي تحوي كتب الحديث التسعة تعين على استخراج أي حديث بسرعة والنظر في ما سبق من قواعد. وفي النهاية فالأحاديث الثابتة الصحة حجّة حتى لو لم ترتح لها, وربما تحتاج إلى تأويل, أو فحص لمناسبات قولها. - الحديث الصحيح مصدر للغة العربية, فاستخدام الحديث للألفاظ يوضح معانيها قبل الشعر والنثر. فرسول الله صلّى الله عليه وسلم, أبلغ العرب, وقد أوتي جوامع الكلم واختصر له اختصار.
- أنزل الله قرآنا عربيا , ولابد لمن يتدبر أن يكون ملمّا بالحد الأدنى من قواعد اللغة العربية, وبلاغتها وفنونها, وأن يكون تحت يده معاجم معتمدة لها , ومراجع لقواعدها , بحيث يتذوقها ويحس بألفاظها ومقاصدها ومراميها.
- استعراض التفاسير ومراجعتها علي القواعد السابقة , والاطلاع على ما بها من أفكار , وعدم الوقوف عندها. والبرامج المتخصصة على الأقراص المرنة, تتيح الاطلاع على أشهر كتب التفسير بدءا من الصحابة رضوان الله عليهم, إلى التفاسير المحدثة في عصرنا هذا, وينظر المسلم الباحث في كتاب الله إلى هذه التفاسير على أنها قاعدة وأرشيف, حفظ كل آراء السابقين, ولكنه لا يلتزم بها بصفة نهائية, ولا يقف عندها, كما لا يقف النص القرآني عند فهم أحد في أي زمن, ولكنه يتحرك مع حركة الحياة.
- كن على أشد الحذر من أقوال المفسرين التي لا أصل لها في كتاب الله , أو في الحديث الصحيح المراجَع. فكّر فيها بإمعان وحاول التوصّل إلى أصل تلك الأقوال, أو منبعها أو مصدرها. وإلا فهي لا تقيّد فهمك. بل قد تحيّره.
- الامتناع تماما عن الأخذ بما ورد أو نقل عن العهد القديم والإسرائيليات , فنحن منهيون عن ذلك , علاوة على أن الأخذ من هذه المصادر يغمط الحق ويخفي الحقيقة ويجعلك تكسل في الفحص والتدبر. وقد قال الله:
• “وأنزل التوراة والإنجيل* من قبل هدى للناس”. أي أنها ليست هدى للناس الآن.
• وفى سورة الكهف: (نحن نقص عليك نبأهم بالحق) أي أن الله سبحانه هو الذي يقص علينا بالحق.
• وفيها: (فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا). فهل نستفي فيهم منهم أحدا بعد ذلك؟
• وفي تفسير ابن كثير: “ومما يناسب ذكره عند هذه الآية الكريمة المشتملة علي مدح القرآن وأنه كاف عن كل ما سواه من الكتب ما رواه الإمام أحمد: حدثنا شريح بن النعمان انبأنا هشيم أنبأنا مجاهد عن الشعبي عن جابر بن عبدالله أن عمر بن الخطاب أتي النبي صلي الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه علي النبي صلي الله عليه وسلم قال فغضب وقال “أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية. لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبونه أو بباطل فتصدقونه. والذي نفسي بيده لو أن موسي كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني”
• وفي رواية: “يا أيها الناس إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه واختصر لي اختصار ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تهوكوا ولا يغرنكم المتهوكون”
• ” ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث” أي جديد إنزاله ” إلا استمعوه وهم يلعبون” كما قال ابن عباس : ما لكم تسألون أهل الكتب عما بأيديهم , وقد حرفوه وبدلوه وزادوا فيه ونقصوا منه وكتابكم أحدث الكتب بالله تقرءونه محضا لم يشب رواه البخاري بنحوه . - معرفة معاني الألفاظ من القواميس العربية , ووضع كل احتمالات اللفظ أمامك.
- معرفة استخدام القرآن للّفظ في مواضعه كلها, ومقارنتها ببعض.
- تحليل الآيات التي تنظر إليها, بدقّة, وقراءتها مرارا وتكرارا, في محاولة لاستكشاف أسرارها
- محاولة فهم الموضوع كله بنظرة عامة, بالنظرة البعيدة والمتكاملة والاستراتيجية للنصوص
- الاهتمام بكل لفظ كما قاله الله , وبكل حرف , وإعادة النظر مرارا في النص .
- البدء بالتساؤلات وطرح الأسئلة والاستفسارات , ثم البحث عن حلول لها.
- لا تحسم القضايا وتعتبرها نهائية , بل اعلم دائما أن قراءتك جزء من السلسلة , وليست نهايتها. وباعتبار أن النتائج غير مستهدفة في الوقت الحالي , ولكن المنهج وانتشاره واستعماله بواسطة المسلم مهما كان موقعه , كل حسب إمكانياته, مع العرض الدائم على من هم أكثر علما.
- دائما أعلن عن أن هذا رأيك وما تراه , واطلب المراجعة والنصيحة , واعتذر مسبقا عن الخطأ المحتمل.
- أنزل الناس منازلهم. فلا تتعالى بما علمك الله على خلق الله , خاصة ذوى العلم.
- لا تضع أحكاما مسبقة وتحاول تبريرها بالقرآن , بل ابحث عن الحقيقة متجردا مخلصا النية لله.
- لا تتردد في الإعلان عن خطأ وجهة نظرك بنفس القوة التي تعلن فيها عن اعتقادك بأن رأيك صواب: رأيي صواب يحتمل الخطأ , ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
- حين تسمع أو تقرأ وجهة نظر جديدة , شجع قائلها و انسبها إليه دائما (ولا تبخسوا الناس أشياءهم)
- المبالغة في إعلان التحفظ علي النتائج , حتى لا تكون النتائج هي الهدف , وإنما التركيز يكون على المنهج في التدبّّر والفهم.
- المقارنة بين الآيات , وعدم ترك أي فروق دون فحص. “الذي علم بالقلم”, التقليم والتمييز.
- تقاطع المعلومات :Cross Examination : مثل مدارسة قول الله سبحانه عن سليمان عليه السلام: “سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين” , وقوله سبحانه في سورة يوسف في مواضع “فلما” وفي مواضع أخرى “ولما”. ومثل المقارنة بين المواقف, لماذا قال الله في قارون: “فخسفنا به وبداره الأرض” , وقال في آل فرعون: “كم تركوا من جنات وعيون” فلم يخسفها الله, بل خسف فرعون وجنوده فقط؟
- عدم الترادف, فكل لفظ مقصود كما هو. فحين يقول الله لفظا, أو تركيبة لفظية, فإننا لابد أن ننظر إليها على أنها لا يمكن تبديلها أو تغييرها, وإنما هي مقصودة كما هي, فلنتدبّرها
- ترتيل المعاني, والآيات, ترتيب الآيات التي تتحدث عن الموضوع الواحد, ودراستها مجتمعة.
- عدم التعضية. عدم أخذ بعض الكتاب وترك بعضه , وعدم تقسيم ما لا يجوز تقسيمه
- احترام مواقع النجوم , أو رءوس الآيات , مثل: “وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا(23)إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ……(24)(الكهف)
- صب الاهتمام على ما اهتم به القرآن , وعدم الانشغال بما لم يهتم به(اسم الذي عنده علم من الكتاب ), اسم أخي يوسف.
- توقع ما سكت عنه القرآن , واستكمال المعاني بذلك: “ارجع إليهم ….” , “قبل أن يأتوني مسلمين” في قصة سورة النمل عن سبأ وملكتها.
- الرجوع إلى أهل الذكر في كل العلوم , بأسلوب البحث العلمي , مثل ارتداد الطرف وسرعته في عرض الذي عنده علم من الكتاب, ومثل “ناصية كاذبة خاطئة” وعلاقة ناصية المخ بالتصرف الإنساني بالصدق والكذب, وبالصواب والخطأ, وذلك من علماء المخ والأعصاب.
- استخدام قواعد البيانات , والمراجع في البحث: مثل دورة الأعمال والنشاط الإنساني من خلال تقارير عن تاريخ الأزمات الاقتصادية في الولايات المتحدة أو في مناطق أخرى من العالم.
- اعتبار أن آيات الله الكونية غير متعارضة مع آيات الله المقروءة في كتابه مبدئيا مثل: “قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء” وذلك في استخدام الحديد والنحاس المذاب في جعل الردم في سورة الكهف.
- في حالة ظن التعارض , ابحث بهدوء عن أسباب التعارض , مع كل الاعتبار أن كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
- أعلن بمنتهى القوة عن عدم توصلك لبعض النقاط: مثل: من أين جاء يعقوب ب: “ويعلمك من تأويل الأحاديث؟” فربما يكون في إعلانك هذا تشجيع وتحفيز لغيرك على التفكير وعرض أفكاره, فالله سبحانه يوزع نعمته على عباده, وقد يفهّم أحدا شيئا لا يفهمه بقية الناس, كما فعل سبحانه مع داوود وابنه سليمان عليهما السلام (ففهمناها سليمان)
- السورة الواحدة لها موضوع متكامل, حين ندركه فإننا ندرك كثيرا من المعاني وأسباب الاختلاف في القصص القرآني, وورود بعض من أسماء الله الحسنى دون البعض, في مواضع معينة (الجاثية).
- السياق العام يساعد على التدبر: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمْ الْمُرْسَلِينَ(65)فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمْ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ(66) فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمُفْلِحِينَ(67)وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(68)وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ(69)وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(70)القصص, فهذا موقف يحدث يوم القيامة مثلا, حيث لا مجال للاختيار, ما كان لهم الخيرة يومئذ, والله أعلم.
- لا تبدأ بالمواضيع الشائكة , مثل الفقه , والأمور الغريبة والمختلف عليها, فليس المطلوب أن نخرج بأحكام جديدة في العبادات والمعاملات , وحتى لو خرجنا , فلن يتبعنا أحد , ولن نتمكن في الأجل القريب حتى من اتباع ما قد نتوصل إليه من فقه للأحكام.
- كل إنسان لابد له أن يتناول كتاب الله بالتلاوة المستمرة الدورية , ولا يتخذه مهجورا.
- ولا بد أن يعلم أن قراءته يمكن أن يكون لها إضافة إلى ما فهمه الناس من قبله , وأن تدبره يمكن أن يختلف عن تدبر غيره , طالما التزم بأصول الفهم والتدبر والمنطق, والنيات الحسنة, وكل ما سبق.
- وضع مسألة التدبر نصب العين , أي أنها لا تترك قيد الظروف , وإنما هي مسألة تبدأ وتستمر دون نهاية , بحيث يعايش الإنسان القرآن في كل وقت , لا يقطعه عنه سوى أعمال لا يستطيع دفعها , حتى يكون تدبر القرآن هو الأصل والعمل الضروري هو الاستثناء الذي لا يمكن دفعه.
- تسجيل التحفظات والآراء المعارضة والاهتمام بها , ودراستها , وأخذها في الاعتبار , أو الرد عليها.
- عرض الأفكار أولا بأول , ثم عرض شامل قبل إعلانها على الناس , على مجموعة منتقاة من ذوي الرأي , خاصة المخالفين.
- الاطلاع على الحدّ الأدنى من أصول الفقه , وعلوم العربية وفقه اللغة, وأسباب النزول , وترتيب النزول.
- توفير الوقت يتم عن طريق عدم ضياع الوقت , واقصد في مشيك: لقمان
• فالصباح الباكر وقت قبل العمل ,
• و على مائدة الإفطار ,
• واللحظات الأولى من بعض أيام العمل تستفتح بما فهمت فترويه للزملاء والعاملين وتستمع إلى اجتهادهم لدقائق , فتكسب بذلك رأيهم , و محاولتهم للاجتهاد.
• وقت السيارة قد يضيع دون جدوى, وهو وقت طويل لمن يتحرك يوميا في حياته وأعماله, فلابد من استثماره.
• جزء من وقت الزيارات الرسمية , فهناك مقدمات ودردشات , يمكن استخدام جزء منها في التدبر والعرض والتعليق, بدلا من تضييعه في الحديث عن اهتمامات أخرى دون ذلك. فالنفس إن لم تشغلها بالحق, شغلتك بالباطل.
• وقت الزيارات العائلية والشخصية كذلك
• وقت الصمت أثناء اليوم, اجعل صمتك فكرا
• وقت ما قبل النوم , تستعرض الآيات والمعاني مع التفكير والفحص
• وقت النوم , ففي بعض الأحيان تتحرك الفكرة بالقصور الذاتي أثناء النوم
• وقت الحمام, فيمكنك مراجعة ما تحفظ أو استعراض ما قرأته من القرآن في السرّ دون نطقه, بحيث لا يكون وقتا ضائعا من التدبّر
وربما من الأفضل أن نحدد الأوقات التي يصعب علينا تدبر القرآن فيها.