لا يوجد اتفاق كامل بين العلماء على الترتيب التاريخي لنزول سور القرآن, ولكلّ حججه. والاختلافات طفيفة بين أغلب الآراء, وهناك من يقول بعدم صحة الترتيب على الإطلاق.
والترتيب المذكور هنا هو الأرجح عندي, حيث أنه موافق لجلّ ما جاء في حديثين بكتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي, وهو مطابق لما ورد فيما يسمّى المصحف الأميري, الذي مازال يطبع في مصر, بعد مراجعة من نخبة من علماء الأزهر الشريف, والذي فيه مع اسم السورة (سورة كذا, مكية, آياتها كذا, نزلت بعد كذا), كما أنه هو المطابق لما جاء في الإصدار 9.01 لبرنامج القرآن الكريم الصادر من شركة حرف لتكنولوجيا المعلومات.
وعلى كل الأحوال, فإن الاختلاف فيما أبحثه وأقدمه, لا يؤدي إلى ذنب إن شاء الله, ولا يتعرّض لموضوعات فقهية, والتي منها الحلال والحرام.
وإنما أعتبرها قراءة من منظور خاص, لا أعتقد أن هناك ما يمنع منها شرعا. والعبرة بالمعاني المستنبطة من تدبّر القرآن.
والذي أعتقده بقوة أن في هذا الترتيب منطقا, وفوائد كثيرة, وتسلسلا لأحداث السيرة النبوية الشريفة على صاحبها الصلاة والسلام, والمتتبع لموقع التنمية بالقرآن يلاحظ ذلك بشكل واضح. والله تعالى أعلى وأعلم