لدينا الآن فريقان مختلفان من الناس , فريق مؤمن , وفريق كافر , والتمييز بينهما أصبح لازما , حتى لا تختلط الأمور , وحتى يشعر المؤمنون بالفارق الذي بينهم وبين الكافرين , وحتى تظهر آثار مرحلة البناء جلية واضحة .
قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ(1)لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ(2)وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ(3)وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ(4)وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ(5)لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ(6)
هنا تميز الدين الجديد , وحرص المؤمنين به على الحساب يوم الحساب, الذي ظل يتأكد ويتم التدريب عليه عمليا بتطبيقات مختلفة , ودين الكافرين هو تكذيب بالحساب والبعث , وحيث أن المسألة اختيارية , لمن شاء منكم أن يستقيم , إذن فهناك احتمال لوجود كافرين في المجتمع ,
فالمؤمن يعترف بوجود الكافر المكذب بالدين, وفي نفس الوقت لا يختلط به في العقيدة ولا يدهن فيدهنون , كما حذره الله من ذلك في القلم(فَلَا تُطِعْ الْمُكَذِّبِينَ(8)وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ(9)).
لهذا فإن الله يميز المؤمنين بشكل واضح منذ البداية, أمام الكافرين, رغم أنهم في هذا التوقيت من بدايات الدعوة مازالوا قلة, والكافرون كثرة في العدد, ومعادون, وإنما يأمر الله رسوله والمؤمنين أن يتميزوا بإيمانهم, وأن يعلنوا صراحة أنهم لا ولن يصلوا إلى حلول وسط في قضية الإيمان والكفر
إن هذا أساس في بناء الإخلاص, فالإخلاص نقاء وصفاء من الداخل ومن الخارج, لا يعرف المداهنة, ولا الوصول إلى حلول وسطى مع الكفر, وإنما لكل جانب دينه, بمنتهى الصراحة والوضوح والشفافية, لكم دينكم ولي دين