من سورة ص, سورة القيادة, يمكننا أن نأخذ الصفات التي ينبغي أن تتوافر في القائد.
- أن يعلموا أن عليهم مسئولية إقامة دين الله وشريعته بين الناس, والأخذ على يد من يخالفها ظالما الناس ومعتديا على حقوقهم التي جعل الله في شريعته, وهذا كبديل عن أخذ الله الظالمين في الدنيا, وما ينظر هؤلاء الظالمين إلا صيحة واحدة ما لها من فواق.
- الصبر: اصبر على ما يقولون, فلا ينفعل على جهل الناس, ولا ينهار أمام مشكلة.
- العبودية لله: عبدنا داوود: حين يشعر القائد أنه عبد لله, فإنه لا يتعالى على الخلق, ولا يتصرف إلا بما يُرضي سيده وربه.
- أن يكونوا ذوي أيدي, قوة في الحق وفي إعلاء كلمة الله
- أن يكونوا من الأوابين, يرجعون بأنفسهم إلى الله في كل حال وعند كل فعل , وعند كل خطأ, دون انتظار لتدخُّل أحد بالنصيحة, فإن نصحهم أحد فليأخذوا بنصيحته فورا , حيث أنهم يبحثون ويحرصون على العودة والأوبة إلى الله
- أن يكونوا من المسبحين, فذكر الله في كل حال يبعد الإنسان عن معصية من كلفه ومكّن له في الأرض, وعن اتباع الطاغوت
- أن يمكنوا لاستقرار الملك وشدّه دون تراخ يفسد على الناس حياتهم, ويمكن للمفسدين في الأرض (وشددنا ملكه)
- أن يتحلوا بالحكمة والتشريع الذي يمنع الخطأ والجهل بالقول أو بالفعل(وآتيناه الحكمة)
- أن يمكنوا لفصل الخطاب فلا تكون تشريعات ثم لا تحترم من الناس , ولا تنفّذ (وفصل الخطاب)
- أن يخرجوا إلى الناس ويعايشوهم فلا ينعزلون عنهم حتى للعبادة, (أخوه أعبد منه) كما كان سليمان ابن داوود أعبد منه ( نعم العبد)
- أن يستمعوا إلى شكاوى الناس: (قابل داوود الخصمين)
- إعطاء الفرصة لكل الأطراف: حين قال داوود “لقد ظلمك” لم يكن قد سمع بعد للطرف الآخر, ولكنه استغفر ربه وخر راكعا وأناب.
- عدم الحكم بما يعلم, وإنما بما يرى ولا بالمعلومات العامة , فلكل حالة ظروفها (حين قال “وإن كثيرا من الخلطاء” كان يقيس على معلومات عامة لا ينبغي تطبيقها على حالة خاصة).
- شعور بالذنب والاعتراف بالخطأ والرجوع (الانابة) وعدم الاستكبار واعتبار أن الحكومة لا تُخطئ.
- أن يحكموا بين الناس بالحق
- ألا يتبعوا الهوى فيضلهم عن سبيل الله
- ألا ينسوا يوم الحساب
- أن يميزوا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويمكنون لهم في الأرض
- ألا يميزوا ولا يمكنوا للمفسدين في الأرض
- أن يميزوا المتقين
- ألا يمكّنوا للفجّار
- أن يتذكروا مافي كتاب الله المبارك من الآيات فيتدبّروها
- أن يكون ذكرهم لربهم ذكرا فعالا وعمليا, في شكل الاستعداد للدفاع عن حق الله في أن يعبد وحده لا شريك له, في وجه الطغاة والكافرين والطواغيت التي إن ملكت القوة ولم تملك التقوى والصفات المذكورة, فستكون وبالا على العالم, وعلى أنفسها.
- التحسين المستمر (فداوود قال الله فيه “عبدنا داوود” وسليمان ابنه قال الله فيه ” نعم العبد)
- استعراض نتائج الأعمال (إذ عُرض عليه بالعشي الصافنات الجياد)
- محاسبة النفس (لم يكتف سليمان باستعراض الخير الذي أتت به الخيل, ولكنه لام نفسه فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي)
- القوة والجلَد على العمل (حين قال سليمان “ردوها علي” كان هذا بالعشي, أي بين العصر والمغرب, والعاملون يتأهبون للراحة بعد يوم عمل شاق, ولكن سليمان عمل بنفسه وبهمة ونشاط)
- متابعة الأعمال بنفسه (فطفق مسحا) وهذا من أفعال سليمان شخصيا
- الخبرة بمن يحكم ويدير (بالسوق والأعناق) فسليمان يعلم أن السوق والأعناق هي أهم ما في الخيل بدءا بالسوق وفسادها يفسد الخيل, ثم الأعناق , وفسادها أو ضعفها يمكن إصلاحه.
- وجود ملموس ومحسوس (حين ارتاح سليمان واعتزل الناس ثلاثة أيام قال الله عنه “جسدا” فلم يكن يؤدي دوره حينئذ كسلطان وملك وقائد)
- تحمل المسئولية (وهب لي ملكا )
- الطموح (وهب لي ملكا)
- الاصرار على تحمل المسئولية وعدم اليأس والايجابية (وهب لي ملكا )
- الثواب والعقاب (سليمان يرغب العاملين, ويرهب الكسالى والخاطئين, الترغيب والترهيب)( وآخرين مقرنين في الأصفاد)
- الأدب مع الله فى الدعاء (أني مسني الشيطان بنصب وعذاب)
- أن يتحلوا بالصبر على المكاره, حتى عن فقدان الأهل والمال والصحة والأعمال(أيوب: إنا وجدناه صابرا).
- أن يمكنوا للبحث في كون الله وخلقه وطرق أسبابه لصالح عباد الله.
- أن يكونوا أولي أبصار, لهم رؤية وبصيرة, يبصرون مقاصد الله وشريعته وسنته في خلقه, فيكون لهم فكرهم رؤيتهم في التطبيق وفي الحياة.
- أن يخلصوا لله بخالصة, ذكرى الدار.
- أن يكونوا من المتقين.
- أن يكونوا من الأخيار.
- أن يعلموا ويؤمنوا أنه ما من إله معبود بحق, إلا الله الواحد القهار, فيحسبون للقهار حسابه, فلا يقهرون الناس على ما يغضب الله سبحانه.
والخلاصة أن عليهم أن يعلموا أن مسئولية إقرار السلام للناس في الأرض هي مسئوليتهم أمام الله, الذي جعل سنته من بعد موسى ألا يهلك الأمم الكافرة , بل ينظرهم إلى صيحة واحدة ما لها من فواق, ولكنه سبحانه يستخلف في الأرض عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات, كما استخلف الذين من قبلهم, يمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم , ويبدلهم من بعد خوفهم أمنا, فإن هو استخلفهم سبحانه, فعليهم أن يعبدوه لا يشركون به شيئا, ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون. وإن هو استخلفهم سبحانه, فإنهم يمكنون لدين الله وشريعته, ولا يدعون فرصة لطغاة في التسلط على رقاب العباد بالظلم والطغيان والإفساد والفجور, بل إن الله يستعملهم في الضرب على أيدي الطغاة, وكأنه سبحانه يستبدلهم بالصيحة والريح الصرصر العاتية, والطوفان وخسف الأرض بالذين كفروا, وبالطاغين المجرمين.
إن هذه مسئولية كل من استخلفه الله في الأرض, سواء كان خليفة حاكما, أو مستخلفا على مال الله, أوعلى الثقافة, أو على الدين, أو العلم أو الفن أو الإعلام أو أي مجال من المجالات
إنها مسئولية لا تقتصر على عدد محدود من الناس متمثلين في الحكام, وهم أهم المستخلفين في الأرض, وإنما تمتد إلى أولي الأيدي والأبصار, في أي موقع كانوا.