بعد انتهاء مرحلة تكوين البذرة الأولى للمجتمع المسلم , المؤسسة على التصديق بالحسنى, وعمل رابطة العصر بين أفراده , يبشر الله رسوله بكثرة الأتباع والأصحاب, كما يمنحه عطاء الكوثر, فأنزل سبحانه وتعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ(1)فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ(2)إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ(3))
وفي نفس الوقت يدعى إلى المزيد من التقرّب بالصلاة والنحر , ويكون ناقدوه بغير وزن ولا شرف.
و”الكوثر”: فوعل من الكثرة, وكل شيء كثير في العدد والقدر والخطر, تسميه العرب كوثرا.
والكوثر: العدد الكثير من الأصحاب والأشياع.
ومن هنا, فإنني أرجّح- والله أعلم- أن ما يناسب ترتيب نزول السورة هو أنه العدد الكثير من الأصحاب والأشياع , حيث بدأ يكثر عددهم , وهو أيضا نهر في الجنة فيه الخير الكثير, ترد عليه أمة محمد, وهم أصحاب الكوثر.
والنحر مرتبط بالصلاة عموما
…. ثم رد الله سبحانه على منتقدي رسوله صلى الله عليه وسلم , إن شانئك هو الأبتر.
وتتوالى آيات كتاب الله نزولا على رسول الله صلّى الله عليه وسلم , تتناول كافة فئات الناس , كل ٌ حسب حالته , فتقدم لهم الهداية إلى الصراط المستقيم .